قد يظن القارئ للوهلة الأولى حين يقرأ عنوان المقال هذا بأني سوف أكتب عن قصة غرامي مع زوجي حبيبي وتفاصيلها لكن الموضوع يختلف كلية لأطرح سؤالا وجيها :-هل يكون في الحب عيب أو محظور علي عشق مهنتي فحين يحب الإنسان عمله ومهنته ويحب التعامل معه بعدل ومساواة ،وهل يكون الحب لهذا العمل ضريبة تنغص عيشنا وتقلقنا وهناك من يسعى لتحقيق السعادة للآخرين بعزم وحزم لتحقيقها في ظل تحديات عدة نواجهها من أجل هذا الحب لمهنة المتاعب وهي في الحقيقة صاحبة الجلالة التي تخضع لها كل القوانين والتشريعات البشرية التي تحدث التغيير وتنصف الجميع.
ليس عيبا أو حراما أن أحب مهنة عشقتها منذ الطفولة وعملت بها منذ ريعان الشباب بحزم وإقدام على إيصال رسائلها الإنسانية ولكن المعضلة حين نجد من يحارب النجاح ويحارب التفوق والتميز في هذه المهنة التي نسجل فيها سبقا صحفيا دائما ونسجل تقدما على غيرنا من الكثيرين بالمهنة مثل وكالة أخبار المرأة الإلكترونية مثلا ومواقع إعلامية إلكترونية كثيرة في العالم الافتراضي الذي أصبح منصة قوية للرأي العام وله دوره في إحداث التغيير بقوة وجرأة غير مسبوقة .
في وطني مثل باقي أصقاع هذا الأرض يواجه المدونون العرب وهم معظمهم صحافيون وغيرهم من الكتاب القمع والردع والتحجيم والتجاهل لفطنتهم ومتابعاتهم للأحداث في حين أن من يدعون بذل جهودهم في مهنة ترتكز على البحث والتقصي تجدهم يأخذون الخبر وتفاصيل حدث ما من جهات مختلفة ويزيدون عليه بعض البهارات كما في الطبخ ليخرج من مصادرهم وكأنهم أصحاب السبق مع العلم أن المدونون والصحافيون الإلكترونيون لا يهدئون وهم يبحثون ويكتبون حول ما يجري حولنا ليعلن على الملأ عبر عالم الإنترنت الرقمي بكل ثقة وإقتدار وبحث دائم وسعي لإيصال معلومات لا يعرفها أحد عن شيء ما أو مجريات أحداث لا يعرفها أحد في ظل غياب المهنية والحرفية في الكتابة الصحفية في وجه هذه الفوضى الإعلامية دون رقيب او حسيب بحجة الإعلام الرقمي والإعلام المفتوح وفضاء الشبكة العنكبوتية التي تبث ما هو صحيح وما هو غير صحيح دون مصداقية أو شفافية ودون متابعة مهنية لما يجري حولنا من أحداث وقصص إخبارية تبثها قنوات فضائية ووسائل إعلامية حديثة للترويج والسبق من وجهة نظرهم في أخذ صورة ما نشرت بالأنترنت وتأليف رواية عليها لتصل للقارئ البسيط العادي دون معرفته لمصدرها وأصولها الصحيحة.
فأين هي الشرائع والأحكام التي تضبط ذلك وإلى متى نبقى لقمة سائغة في فم مروجي التواصل الاجتماعي الذين يدعون مهنيتهم في نقل الأحداث وتصوير المواقع دون متابعة حدقة لمجريات حقيقة ما يحدث وعزائنا دوما أن هناك جهات تراقب وتعرف كل ما هو وراء الحدث وتسدل الستار وينكشف المستور ويعرف من هو الصحفي الحقيقي ومن هم مدعوون المهنية الإعلامية والصحافيون الحقيقيون الذين يعرفون قواعد المهنة الإنسانية السامية.