الشوق يحرقني ويقطع أضلعي لرؤاك أيتها الصديقة الغالية يا رفيقة الدرب لماذا هذا الجفاء ألم نعيش معا وتربينا سوية وترعرعنا بحب في بيتنا الدمشقي العربي في بيتنا الكبير الدافئ البيت الذي أصبح مثلاً أعلى بجماله وسعته ومحتوياته وأزاهيره ونرجسيته وياسمينه والأهم من هذا وذاك أخلاق أهله وسكانه وجيرانه.
ما بالك صديقتي والله إن الشوق لرؤاك يقض مضجعي أستحلفك بالله غاليتي أرسلي إلي ولو بالقليل القليل من عبيرك النادر والمشهور على مستوى العالم. عبيرك صديقتي أستنشقه مع نبض قلبي مع نسمات الصبح وعسعسات الليل فجودي علي ولو بزيارة خاطفة أيتها الياسمينة الشامية في بيتنا الشامي العربي العريق.
فجأة دق الباب ليخرج أسامة من عالم الأحلام ويعود إلى الواقع المرير في بلد الغربة فإذا بشقيقه الصغير عبد الله يفتح الباب مرحبا به.
دخل عبد الله وجلس بجانب أسامة ثم قال عبد الله ما شاء الله ما هذا الذي سمعت؟ من تنادي أخي الحبيب؟ ؟؟؟! تنهد أسامة بعمق وقص على شقيقه قصة العشق الدافئ بينه وبين الياسمينة التي زرعها بيديه وكبرا معا وترعرعا معا في بيتهم الدمشقي العربي في حي الصالحية وهما يستحضرا تلك الياسمينة الساكنة في وجدان أسامة خيم الصمت على المكان واطرق الشقيقان وقد تعاهدا بعدها على العودة إلى الوطن والتسلل إلى دمشق بلد العزة والكرامة والتوجه إلى بيتهم في الصالحية مهما كلف الأمر.
وبالفعل بعد رحلة شاقة لأكثر من عام ونصف بين التجوال والترحال وصل أسامة وعبد الله إلى بوابة الصالحية وبالتحديد بيتهم العربي العريق الذي فوجئا بوجوده مدمرا عن بكرة أبيه وعند وصولهما حيث الياسمينة كانت قد استشهدت هي أيضا ، نعم لقد ماتت حرقا بنار الحقد الأسود الذي حل محل عبيرها وجمالها ، لكن المفاجئة كانت أقوى من الأحقاد فعند سجود أسامة على تراب البيت حمدا وشكر لله تعالى لعودته لوطنه فوجئ ببرعم ينبت من جديد من جذور أمه الياسمينة الشهيدة ،نعم أحبتي لقد نبت البرعم ليؤكد للجميع أن جذورنا في أرضنا لن تموت بل ستنبت كبرعم الياسمينة الدمشقية شهيدة الحقد الأسود .
فقال أسامة أنها قدرت الله نعم لان الله سيصدق وعده وستنبت الياسمينة من جديد لتنشر روائحها التي لا شبيه لها على ثرى الوطن وفوق قبور الشهداء التي أصبحت بمثابة جذور للياسمينة الشهيدة لتبقى شاهد عصر ورمزا للعيان لمعان البطولة والتضحية والفداء.