ها قد جاء فصل الشتاء، وجاءت معه الإنفلونزا وأمراض الزكام، ففي كل عام من شهر أكتوبر/تشرين الأول وحتى شهر مايو/أيار يُصاب نحو 20% من الأميركيين بمرض الإنفلونزا، وتتركز هذه النسبة بين شهريّ ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار؛ إذ إن السعال وارتفاع درجة الحرارة والآلام ما هي إلى مضاعفات بسيطة لما يمكن أن يحدث.
وبناءً على ذلك، يشكك الملايين في مدى جدوى فكرة التطعيم ضد الإنفلونزا، وينشأ هذا الشك على مخاوف لا أساس لها من الصحة، فبعضهم يقول إن هذا التطعيم يسبب مرض التوحّد، والبعض الآخر يعتقد أنه هو سبب الإصابة بالإنفلونزا. لذا، وكي نحارب هذا المرض، علينا أولاََ الفصل بين الحقائق والخرافات.
فيما يقدم موقع Medical Daily أشهر 8 خرافات منتشرة حول الإصابة بالإنفلونزا، ما عليك إلا أن تتوقف عن تصديقها لتنعم بصحة أفضل.
1- ليس مهماً تكرار أخذ لقاح الإنفلونزا كل عام
يعتقد البعض أنه طالما أخذ لقاح الإنفلونزا العام الماضي، ليس ضرورياً أن يأخذه هذا العام، لكن هذه خرافة، ففي الحقيقة يختلف كل موسم للإنفلونزا عن سابقه؛ وذلك نظراََ لأن السلالة المُسببة للمرض نفسها تتغير، وبالتالي فالمناعة التي كانت قد تكونت من لقاح سنة سابقة تصير عديمة الفائدة.
فيما تُجرى الأبحاث كل عام لمعرفة نوع الفيروس الأكثر انتشاراََ والمُسبب للإنفلونزا لرفع كفاءة اللقاح المضاد له، ووفقاً للمركز الطبي للتحكم في الأمراض ومنعها (CDC)، يعمل لقاح الإنفلونزا على الحد من 3 أنواع مختلفة من الفيروس، وهي: فيروس الإنفلونزا (A H1N1)، وفيروس الإنفلونزا ( A H3N2)، وفيروس الإنفلونزا B.
2- لا تأخذ اللقاح طالما أُصبت بالإنفلونزا
هناك خرافة أخرى تقول إنه لا يتوجب عليك أخذ اللقاح إذا كنت تعرضت بالفعل للإصابة بالإنفلونزا هذا الشتاء.
لكن الحقيقة تؤكد أن ثمة أكثر من فيروس قد يتسبب في الإصابة بالإنفلونزا، ما يعني أنه إذا تولت مناعتك الطبيعية مهمة حمايتك من إحداها، فستظل عرضه للسلالات المختلفة المسببة للإصابة وذلك وفقاً للـ(CDC). لذا، عليك أخذ اللقاح حتى وإن كنت بالفعل أُصبت بالإنفلونزا.
3- لقاح الإنفلونزا قد يُعرضك للإنفلونزا
لقاح الإنفلونزا لا يعرض للإصابة بها، فقد يُصاب البعض حتى بعد أخذ اللقاح، ولكن بالطبع لا يحدث هذا بسبب اللقاح؛ لأن المُعطلات الكيميائية التي توجد باللقاح والتي تُستخدم لـ"قتل" أو تعطيل الفيروس عن العمل والانتشار، تُبقي على كم مناسب من الغلاف الخارجي للفيروس سليماً؛ وذلك لتنشيط المناعة الطبيعية للجسم وحثها على العمل.
وعلاوةً على ذلك، يساعد البروتين المتواجد على الغطاء الخارجي للفيروس أيضاََ في تحفيز المناعة الطبيعية للجسم؛ إذ يرى الجسم ذلك البروتين كأجسام خطيرة، وعلى الفور يُنتج كريات دم بيضاء لمهاجمة أي فيروس متعلق بالإنفلونزا، ومع ذلك، لا يستطيع البروتين الذي يُبقي عليه أن يتكاثر ويلحق الضرر بمن أخذ اللقاح.
4- لقاح الإنفلونزا به مكونات خطيرة وضارة كالزئبق
عادةًَ ما يؤخذ اللقاح على جرعة واحدة أو على هيئة رذاذ أنفي خالٍ من الزئبق، وحتى اللقاح الذي يؤخذ على جرعتين والذي يحتوي على ثيميروسال (مُطهر زئبقي)، تكون نسبة إيثيل الزئبق فيه 49%، وتستخدم في منع تلوث محتويات اللقاح بالبكتيريا.
ويتعامل الجسم مع إيثيل الزئبق بشكل مختلف عن تعامله مع ميثيل الزئبق؛ إذ إن ميثيل الزئبق يعد من مسممات الأعصاب التي تحتوي عليها أجسام الأسماك، والتي يمكنها أيضاََ التراكم داخل جسم الإنسان، كما يتكون ميثيل الزئبق من جزيئات كبيرة نسبياََ لا يمكنها العبور للمخ، فتخرج من جسم الإنسان خلال أسبوع.
5- أصحاب حساسية البيض لا يمكنهم تلقي اللقاح
يُمكن لأصحاب الحساسية من البيض تلقي اللقاح، فرغم أن اللقاح يُصنع من البيض، تبقى كمية بروتين البيض المُستخدمة فيه ضئيلة للغاية.
ويؤكد مركز مايو الطبي أن هناك نوعين من اللقاح لا يحتويان على بروتين البيض سُمح باستخدامهما لكل من تجاوز سن البلوغ؛ بل ويمكن أيضاََ أن يُعطى اللقاح المحتوي على بروتين البيض بشكل آمن لأغلب أصحاب حساسية البيض.
6- لقاح الإنفلونزا خطر على الحوامل
على العكس من ذلك الاعتقاد الخاطئ، تبيّن أن لقاح الإنفلونزا يحمي الأم وطفلها حتى بعد الولادة، فالإنفلونزا قد تؤدي إلى سقوط الجنين، مما يبرز ضرورة اللقاح للمرأة الحامل للتقليل من ذلك الخطر.
ففي الأسابيع الثمانية الأولى لا يكون جهاز المناعة للطفل قوياََ كفاية لتلقي التطعيمات، لذلك وطوال هذه الفترة يعتمد الطفل على "المناعة السلبية" أو المناعة التي اكتسبها عن طريق المشيمة من بطن أمه، والتي تمده بالأجسام المضادة اللازمة لمواجهة أنواع البكتيريا والفيروس المختلفة.
لذلك، يتوجب على الأطفال في هذه الفترة الاعتماد على مصدر خارجي في التصدي للإنفلونزا.
7- لقاح الإنفلونزا سبب بعض الأمراض العصبية
عام 1976 تم الربط بين إنفلونزا الخنازير ومتلازمة غيلان باريه، وهي مرض عصبي نادر يحدث عندما يدمر الجهاز المناعي لشخص ما خلاياه العصبية مسبِّباََ تدهور العضلات، وشللاً في بعض الأحيان.
وما زالت العلاقة بين متلازمة غيلان باريه ولقاح الإنفلونزا ليست واضحة، ولكن يسعنا القول إنه إذا كانت ثمة احتمالية للإصابة بتلك المتلازمة بسبب اللقاح فهي لا تتخطى حالة بين كل مليون حالة؛ إذ لا تزال احتمالية الإصابة بالمتلازمة بسبب الإنفلونزا أكبر من احتمالية الإصابة بها بسبب لقاح الإنفلونزا.
8- المضادات الحيوية تقضي على الإنفلونزا
في الحقيقة، لا يمكن للمضادات الحيوية أن تصارع الإنفلونزا؛ لأن تلك المضادات فعالة ضد البكتيريا فقط -بينما تأتي الإنفلونزا بسبب الفيروسات، وقد ينصحك الطبيب باستخدام مضادات الفيروسات، لكنها، وإن جعلتك أقل نشراََ للفيروس- باعتبارك حاملاً له- وساعدت في تقليل أيام مرضك، فلن تشفيك.
ويمكن فقط لمضادات الفيروسات أن تكون مفيدة حال أُخذت خلال الأيام الأولى لظهور الأعراض، كما يمكن أن تكون المضادات الحيوية مفيدة لأولئك الذين أصيبوا ببكتيريا نتيجة لإصابتهم بالإنفلونزا.