الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

لصوص المعرفة

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: فاطمة المزروعي -الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ "وكالة أخبار المرأة"

ما زلت أقول إنه لا يوجد أسوأ من الشخص الذي يسرقك تحت مظلة قيمة عظيمة مثل الكتابة والتأليف، ويعلم في عمق نفسه بأنه يسرقك، ولا يرف له جفن، ولا يلهبه ضمير، ورغم أن أمثال هؤلاء ستجدهم يتحدثون عن الوازع الأخلاقي، وعن يقظة القلب وغيرها من الكلمات الرنانة التي تظهرهم ذوي مبادئ وقيم، فإنهم يختطفون جملة لك أو فكرة، ويعيدون كتابتها وبثها، أو مقولة ويعيدون صياغتها، جميعها جوانب مؤذية لك كمصدر ومبتكر وصاحب الحق الأول، ورغم هذا فإنك في نهاية المطاف لا تجد أي قانون، ولن تجد أي تعاطف، والوسيلة الوحيدة المتاحة هي الصمت المالح.
وأنا هنا لا أشير للسرقة الأدبية المتعارف عليها بمفهومها الواسع المنتشر، كما جاء على سبيل المثال في معجم المعاني على شبكة الإنترنت، بأن السرقة الأدبية «أن يأخذ شاعر أو كاتب شعراً أو نصاً لغيره وينسبه لنفسه». ولكنني أشير لنوع أكثر غموضاً، هو سطو على الفكرة، ليس بتطويرها وإنما بإعادة بثها بطريقة مختلفة، بنسخ نصك بفكرته ومعناه، والشيء الوحيد الذي يفعله تغيير طريقة الكتابة.
ونقطة نسخ وأخذ المعنى، يوجد جدل حولها هل تعتبر سرقة؟ البعض يرفضون تصنيفها سرقة، لرغبتهم في ترك مساحة لتوارد الخواطر، والبعض الآخر يقول حسب الموضوع والنص، وفي نهاية المطاف، كمؤلف وكاتب لن تصل لنتيجة سوى أن تتلقى هجوماً قاسياً، يشغلك عن وظيفتك ومهمتك الأثيرة لقلبك والقريبة من وجدانك، وهي التأليف والكتابة، لذا تقرر في نهاية المطاف عدم إشغال الذهن بما يشوش عليك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى