بحكم عملي بالمجال التنموي والاهتمام بالفرد والأسرة، صادفت الكثير من الحالات على مدار الـ7 سنوات الأخيرة لمشكلات زوجية يكون سببها بسيطاً في البداية، ثم تتفاقم مع الوقت، ويكون للأسف السبب الرئيسي في هذه المشكلات هو عدم وعي كل من الطرفين بطبيعة الطرف الآخر.
فالاختلافات بين الرجل والمرأة عظيمة، وعدم فهم هذه الاختلافات يؤدي للتصادم، ولعدم وجود مساحة مشتركة بين الزوجين، مما يعمق من الصراعات والمشكلات؛ لتتفاقم مع الوقت، ولتؤدي للانفصال الذي قد يكون أسرع مما تتوقع.
أبرز الاختلافات بين الرجل والمرأة:
1- الدقيقة الأخيرة:
ففي أي موعد يفضل الرجل تجهيز نفسه قبل مغادرة المنزل بدقائق قليلة، بعكس المرأة التي تهتم بالتجهيز قبله بساعات، وعدم فهم طبيعة الطرفين يجعل الرجل يرى فيما تفعله زوجته أنه نوع من التباطؤ وتضييع الوقت دون داعٍ، ويجعل المرأة ترى في زوجها اللامبالاة وعدم الاهتمام.
2- ممارسات الشراء والتسوق (الشوبينغ):
من أكثر اللحظات الممتعة للمرأة والأكثر إحباطاً للرجال؛ نظراً لاختلاف نظرة كل منهما لهذه العملية، فالمرأة تهتم بالطريق، أما الرجل فيهتم بالهدف، بمعنى أن التسوق بالنسبة للمرأة هو متعة وهدف في حد ذاته، وتستمتع بمشاهدة المتاجر والمعروضات وغيرها، أما الرجل فيرى في التسوق أنه وسيلة لتحقيق هدف، وهو شراء ما يحتاجه، وعندما يريد شراء شيء فيذهب مباشرة للمتجر ويشتريه ثم يعود، هكذا بكل بساطة، بعكس المرأة التي ترى في التسوق متعة حتى ولو لم تشترِ شيئا! وهذا الاختلاف في طبيعة كل منهما يجعل تقييم الرجل لزوجته سلبياً (أنها تضيع وقتي الثمين وتصيبني بالملل)، ويجعل تقييم المرأة لزوجها سلبياً أيضاً (لا يحبني ولا يريد قضاء الوقت معي).
3- التعامل مع المشكلات والضغوط:
طبيعة الرجل في التعامل مع المشكلات تختلف عن طبيعة المرأة تماماً، فالرجل عندما يصاب بمشكلة يلجأ لدخول (الكهف) بمعنى الانعزال والتفكير في حل للمشكلة، ولا يلجأ للفضفضة والحديث إلا لمن يرجو أن يساعده في حلها، مثل الصديق المقرب مثلاً، بعكس المرأة التي عندما تواجه مشكلة تلجأ مباشرة للفضفضة، وتحتاج في ذلك لمن يسمعها قبل أن تحتاج لمن يحل مشكلتها، وتجد في مجرد الحديث حلاً للمشكلة وراحة كبيرة لها.
4- تقييم الهدية:
تختلف طريقة تقييم الهدية بين الرجل والمرأة، فالمرأة تقيّم الهدية من جانب (كمي)، بينما ينظر الرجل لها من جانب (قيمي)، بمعنى أن المرأة لا يهمها كثيراً قيمة الهدية بقدر ما يهمها الاستمرار في هذا السلوك من جانب زوجها، بعكس الرجل الذي يرى أنه إذا أحضر لزوجته هدية غالية الثمن على فترات متباعدة فهو بذلك يسعدها، فالمرأة تفضل من زوجها أن يهاديها على فترات قصيرة بأشياء ولو رمزية على أن يهاديها بأشياء غالية على فترات متباعدة.
5- آلية التعبير عن الحب:
في دراسة قام بها علماء النفس تبين أن أهم ما يشعر المرأة بالحب هو الاستماع لكلمات الحب ويعتبر من أهم وأفضل طرق التعبير التي تفضلها، بعكس الرجل الذي يجد في كلام الحب الكثير نوعاً من الملل والتكرار لمعلومة قد صرح بها سابقاً، ولذلك قالوا قديماً إن قلب المرأة في أذنيها، وعندما تريد إسعاد زوجتك فأمطرها بكلمات الحب والغزل، وهناك مقولة شهيرة تقول: (بدلاً من أن تحضر لزوجتك باقة من الورود بها 25 وردة ومعها كلمة أحبك، أحضر لها وردة واحدة وأسمعها 25 مرة كلمة أحبك).
6- الكلام:
من أهم ما يميز المرأة هو أن المراكز المسؤولة عن الكلام في الدماغ تزيد عن تلك الموجودة في دماغ الرجل بمقدار 1:3 تقريباً، ويتكلم الرجل وسطياً 7000 كلمة في اليوم، والمرأة 3 أضعاف ذلك، وهو ما يفسر الحوار الدائم وسط التجمعات النسائية، الذي يتعجب له الرجال كثيراً، وبينما تحتاج المرأة للحوار ولمن يسمعها، تجد الرجل على النقيض لا يحب الكثير من الكلام، ولكن يحب استخلاص المعلومات سريعاً والمفيد منها فقط.
وهو من أبرز الاختلافات التي تسبب الكثير من المشكلات، فالرجل عندما يعود لبيته لا يريد الحديث كثيراً، بعكس زوجته التي تريد ذلك وتعتبره نوعاً من الحب والتودد، وترى في الحديث متعة، في حين يراه الرجل مللاً وتكراراً، وخصوصاً إذا كان من وجهة نظره غير مجدٍ ومفيد.
وهناك عشرات الاختلافات الأخرى، التي عدم معرفتها سيتسبب بسوء فهم وسوء ظن بين الطرفين، فالمعرفة ثم التعامل بحرفية مع كل اختلاف سينتج عنه التفاهم وإيجاد مساحة مشتركة.
في الختام سأعطي نصيحة للرجال وسنتبعها بنصائح للنساء في مقالات أخرى، إن شاء الله، والنصيحة للرجال هي:
(إذا أردت أن تكسب قلب زوجتك فلا تمل حديثها، فطوبى لرجل لا يمل الكلام).