صمت صوت نسوي آخر، والذي كان يمكن أن يخبر عن حالة الرعب التي عاشتها "نساء المتعة"، أي عبدات الجنس اللواتي استخدمهن الجنود اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك وفقا للسلطات الكورية الجنوبية.
وتوفيت الكورية هوانج كيوم جا، (89 عاماً)، بسبب أمراض الرئة والجهاز التنفسي في إحدى المستشفيات في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول، الأحد.
وقالت وزيرة الجندرة والمساواة والأسرة في كوريا الجنوبية، تشو يون سون، إنها قد حاولت زيارة جميع "نساء المتعة" اللواتي ما زلن على قيد الحياة، بشكل فردي، ولكنها لم تزر بعد كيوم جا .
وأضافت في بيان لها: "قلبي يؤلمني إذ أنها توفيت قبل أن أتمكن من مقابلتها." وأشادت يون سون بجهود كيوم جا لدعم سائر الضحايا، رغم الصعوبات التي واجهتها. وتعهدت بأن حكومتها ستقوم بتقديم المزيد من الدعم لغيرها من نساء المتعة .
ويذكر أن اليابان أجبرت حوالي 200 ألف امراة على ممارسة العبودية الجنسية، واستدرجتهن إلى "محطات المتعة" التي تم إعدادها في جميع أنحاء شرق آسيا من قبل الجيش الياباني في الفترة الممتدة منذ العام 1932 حتى نهاية الحرب، وفقا لمنظمة "تحالف واشنطن لقضايا نساء المتعة" غير الربحية. ووعدت النساء، وغالبيتهن من كوريا، بأنهن قد يحصلن على وظائف إذا ذهبن إلى بيوت الدعارة.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" أن كيوم جا اضطرت للعمل في مصنع للزجاج منذ سن الـ13 عاماً، ومن ثم أرسلت إلى الصين للعمل في الجنس عندما بلغت الـ 16 عاماً. وأضافت "يونهاب" أنه بعدما حررت كوريا من الاحتلال الياباني في العام 1945، لازمت كيوم جا منزلها، وعاشت وحيدة لبقية حياتها. وعملت في جمع القمامة، ولكنها لم تتمكن من جمع ما يكفيها من المال، ما أدى إلى اعتمادها على الدعم الحكومي.
وذكرت "يونهاب" أن الأمر ما زال غامضاَ، ولكن كيوم جا كانت قادرة على تقديم ثلاثة تبرعات إلى صندوق المنح الدراسية بلغ مجموعها أكثر من 92 ألف دولار. وقدمت إليها جائزة الكرم في العام 2011 في كوريا الجنوبية.