أستهل مقالي اليوم بتحية وشكر أخص بهما مقدمات برنامج «الصباح رباح» في تلفزيون الريان، لتشجيعهم الدائم للكاتبات القطريات، حيث لاحظت حرصهن بشكل يومي على قراءة مقال لإحدى الكاتبات القطريات في الصحف المحلية، وكم أسعد كل اثنين عندما يقع الاختيار على مقالي، فالشكر كل الشكر لقناة الريان وبرنامج «الصباح رباح» والقائمين عليه.
النساء شقائق الرجال ونصف المجتمع، وواجب عليهن المشاركة في بناء المجتمع وتطويره تماماً كالرجل، وها نحن ذا نعيش اليوم بوادر النهضة النسائية في قطر، ونرى المرأة القطرية تشارك وتبدي رأيها في شتى المجالات في الصحة والتعليم والقضاء وحتى التجارة، وهذا ليس غريباً على مجتمع قطر، فاحترام المرأة وعقلها من السنن النبوية، فكلنا نعرف قصة استشارة رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- زوجته أم سلمة في صلح الحديبية، عندما خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- يريد العمرة ومعه الصحابة، وكان رأيها نعم الرأي، وغيرها كثير من المواقف في حياة الصحابة والتابعين التي تدل على أهمية المرأة في الإسلام.
عندما جلست لكتابة هذا المقال، وبحثت عن معلومات حول نهضة المرأة حول العالم، وفي العالم العربي بشكل خاص، وجدت –وللأسف- أن مفهوم النهضة وحرية المرأة وتمكينها لسبب ما مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنزع الحجاب والسفور، وكأن الثقافة والستر نقيضان لا يجتمعان في امرأة واحدة إلا من رحم ربي، ونسي هؤلاء أن الحجاب يغطي رأس المرأة وليس عقلها.
مرة أخرى أشكر وأحيي الإعلاميات القطريات اللاتي ما زلن محافظات ومحتشمات، لدرجة أن بعض النساء ممن تلبس النقاب تظهر في وسائل الإعلام وهي فخورة بنقابها وحشمتها، إن ذلك بالفعل يعكس للعالم صورة جميلة عن قطر.
وهل فرض الحجاب في الإسلام إلا لتحرير المرأة من النظرات والتعاملات المؤذية والخادشة لأنوثتها؟! ولتستطيع بذلك المشاركة في تنمية المجتمع بدون عقبات، كما قال جل جلاله في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً» [الأحزاب: 59]، وقوله تعالى في نفس السورة: «وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ» [الأحزاب: 53]، فتحية لكل امرأة مسلمة فخورة بحشمتها وحجابها وتبني مجتمعها من وراء حجاب، وتحية لكل امرأة مسلمة تفتخر بعقلها وليس شعرها، وتحية لكل امرأة يفتخر بها وطنها.