هذه قصة نقلتها إحدى الأخوات السعوديات، التقت في بيت الله الحرام سيدة عربية، جاءت لأداء العمرة والزيارة، ذكرت فيها أنها من خلال مشاهدتها للمرأة السعودية أصيبت بصدمة؛ فلم تكن تعلم أن هناك نساء من مذاهب أخرى في المسجد النبوي الشريف يؤدين صلاة مختلفة عما تعلمنا من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، وقد بحثت عن سعوديات لتقتدي بهن لأنهن - كما تقول - أهل علم وفقه، ولاحظت على كثير من اللاتي قابلتهن انتشار النمص بينهن، بينما النساء في بلادها لا ينمصن، رغم أنهن لا يصلن إلى مستوى ثقافة السعوديات الدينية، ولا يُسمح لهن بعمل النمص في المشاغل النسائية "فنحن ننبذ ذلك؛ لأنه حرام؛ ونبتعد عن الوقوع فيه".
وتقول "إننا في بلادنا عندما نرى امرأة متسترة باللباس الشرعي نقول عنها (كأنها سعودية)، بينما اكتشفت أن المرأة السعودية التي يضرب بها المثل ليست كما يقال عنها؛ فالعباءات ضيقة ومزينة بأشكال وألوان مختلفة من التطريز، ونقابها واسع؛ إذ يُرى كثيرٌ من مفاتن الوجه، وشاهدت أيضاً أن أكمام العباءات واسعة؛ فعندما ترفع المرأة يديها تنكشف الذراعان كاملتَيْن؛ لأنه لا توجد أكمام تسترها".
هذه الملاحظات التي أوردتها المعتمرة التي زارت أماكن العبادة، ولم يرُق لها منظر السعوديات اللاتي يُعتبرن قدوة لنساء العالم الإسلامي، جعلتني أتساءل في نفسي عن الانطباع الذي ستخرج به هذه المرأة العربية لو قامت بزيارة لأسواقنا وقصور أفراحنا؟
نحن لا ننكر أن لدينا - والحمد لله - كثير من النساء يتصفن بالصلاح والتقى، حافظن على التقاليد الإسلامية؛ فارتدين الحجاب، وتزيَّنَّ في الحفلات والمناسبات بما هو مباح وساتر؛ فكنَّ مثالاً للمرأة المؤمنة إيماناً صادقاً، والقدوة التي ينظر إليها على أنها مثالٌ للعفة والطهارة، وهذا ما تبحث عنه تلك الزائرة وغيرها؛ لكي تطبقه.
إننا ندعو المتبرجات والسافرات من بنات وطننا إلى أن يكنّ عند مستوى المسؤولية التي وُضعت في أعناقهن؛ لقيادة نساء الأمة للطريق الصحيح الذي يحفظ للمرأة عزها وكرامتها، ويحفظ السمعة الطيبة لها ولوطنها. فهذه الزائرة التي تحدثت بما شاهدته لنا لا شك أنها ستنقل ذلك إلى مواطني بلدها؛ فتتغير نظرتهم عن المرأة السعودية التي كانت تشغل مكانة مرموقة في نظرهم.
حفظ الله نساءنا وبناتنا من كل مكروه، وأعانهن على تحمُّل المسؤولية والأمانة التي أوكلت إليهن، وأساله سبحانه أن يحفظهن من شر كل ذي شر.