ليست القضية قضية الصحافية والناشطة العراقية (أفراح شوقي) وحدها ، فثمة صحفيون وناشطون تعرضوا قبلها للاضطهاد والاختطاف والإرهاب ، وثمة بعدها من ينتظر ، سواء أكان صاحب قلم أم مواطن يعبر عن مواقفه بأسلوب او بآخر ..
القضية قضية كل الأقلام الصحفية التي تكتب من أجل بلدها وشعبها ..
القضية قضية حرية الرأي والتعبير التي يثبت يوما بعد يوم أنها أكذوبة في بلد عمت فيه فوضى على نحو غير مسبوق وعاث فيه المفسدون خرابا وفسادا ..
القضية قضية إنسان .. مواطن .. ناشط .. صوت .. وطن حر ..
ماالذي فعلته (أفراح) ، الإنسانة والمواطنة والناشطة والصحافية ، لتختطف من منزلها وأمام انظار طفليها البريئين ؟ ماالذي كتبته ؟
كتبت عن الاستهتار في استخدام السلاح وبحق المعلم الذي كاد يكون رسولا .. هل أخطأت وهل تجنت على أحد ؟ كلا .. فالاعتداء وقع من قبل من يفترض به أن يكون حاميا للشعب وبضمنهم المعلم ، وليس العكس ..
كتبت (أفراح) عن هموم البلد والشعب ، من وجهة نظرها ، واشتركت بتظاهرات نظمت جميعا من أجل قضايا وطنية .. قضايا احترام المواطن والحفاظ على ثروات البلد .. فهل الذود عن الإنسان الذي تعدّ كرامته من كرامة الوطن سبّة او جريمة ؟
اتخذت مواقف تجاه زملائها ممن تعرضوا لتدخل سافر في حرياتهم او تعرضوا لمضايقات السلطات ..
كيلت ضد (أفراح) تهمٌ باطلة ، بسبب التجني عليها حيناً ، والفهم المخطوء حيناً آخر ، لكن (أفراح) لم تقصد في كتاباتها سوى أن تعبر جهراً دفاعها عن البلد وشعبه واستقلالهما ، بعينيها هي ووجهة نظرها هي ، فهل هذه جريمة ؟ إن كانت في نظركم جريمة فكلنا مجرمون ونفتخر ..
تركتم كل قضايا الفساد في البلد وكل المجرمين ، واستهدفتم امرأة عراقية عبرت عن حقها في إبداء الرأي .. أالى هذا الحد ترعبكم حرية التعبير التي تودون مصادرتها ؟
هذا عار عليكم أيها الخاطفون وعار على حكومة وسياسيين وبرلمانيين عاجزين عن حماية أبناء البلد .. حماية نسائها .. حماية أطفالها من رعب مشاهدتهم أمهاتهم وآبائهم يتعرضون للإهانة والإرهاب ..
القضية .. قضية مواطن يهان ، بكل وسائل الإذلال والضحك على الذقون ..
القضية هي سرقة شعب بأكمله وإغراقه بمزيد من الأزمات والمحن ، كي يصول المجرمون كما يحلو لهم ..
القضية هي استهداف حرية مواطن في التعبير ، وتحويلها الى وهم وأكذوبة من خلال الترهيب ومحاولة تكميم الأفواه ..
القضية أنّ السلاح ينبغي له أن يحصر بيد الدولة ، ومن يحمل السلاح من المسؤولين ينبغي له أن يحترم مسؤوليته فلايستخدمه ضد مواطن أعزل لم يرتكب مايستوجب إرهابه ..
القضية قضية شعب يجب أن يفعل ويثور ويحقق كرامته وحريته بنفسه من غير أن ينتظر الفارس الموعود ، فلا فارساً سيأتي ولا بطلاً سيكون .. فأنتم أيها العراقيون الشرفاء أبطال أنفسكم ستكونون إن توحدت كلمتكم ورفضتم كل مظاهر الدجل والفساد عمليا وليس نظريا فقط .. ابحثوا عن سبل الرفض المجدية وطبقوها وإن طال الطريق .. ليس من أجل امرأة عراقية اسمها (أفراح) فقط ، بل من أجل كل ضحايا الفوضى في العراق .. من أجل أنفسكم وآبائكم وأمهاتكم وأبنائكم .. من أجل أن لايستمر السراق في سرقتكم .. من أجل أن لايواصل الإرهابيون إرهابهم .. من أجل كل الذين يذودون دفاعا عنكم ضد قوى الإرهاب بينما أبناء السراق في الخارج ينعمون .. فهل تعيدون أيها العراقيون (أفراح) الى أحضان عائلتها وطفليها ؟ هل تكونون صوت المظلوم الصادح ، وتذودون دفاعا عن حقه في الفرح والفخر والأمان ، فالقضية قضية مئات وآلاف وملايين المسحوقين والمظلومين والوطنيين .. قضية الأمهات اللواتي يرثين أبناءهن الذين فقدوا وقتلوا في الحروب والقتالات والاغتيالات والمفخخات .. قضية الرايات التي تلف بها رفات الشهداء .. قضية دماء سالت دفاعا عن العراق .. القضية قضية عراق حرّ وآمن وكريم .