عزيزتي الأميرة.. أعلم أنكِ واجهت الكثير في الآونة الأخيرة، تبكين مثل طفلة في الليل الدامس وتصبحين على ابتسامة عريضة في الصباح الموالي. تتألمين وتصرخين في صمت من قساوة بعض البشر. لا أحد يعرف كم واجهتِ بحق سوى أنا وأنت، فأنتِ مثالٌ للعزيمة والطموح، ومثالٌ للروعة إن صح القول.
لم يبقَ إلا القليل لتحقّقي ذلك الحلم الذي سعيت لأجله سنواتٍ طوالاً لتكوني كبيرة في عين نفسك وتكوني فخراً لذويك. أعلم أنك تحمّلت ألم البعد والظروف، تخلّيت عن أوقات ممتعة في حياتك واخترت العزلة عن العالم لأجل شيء مختلف، فأنت قادرة على تحمّل المزيد من أجله، فأنا أثق بك منذ المولد.
وأنت تقرأين هذا بعد عام من الآن، أتمنى أن تكوني قد بلغتِ من الأحلام ما تريدين، أن تكون أحوالك جيدةً وحياتك سعيدة ومستقرة. أتمنى أن تقرأي هذا بابتسامة وأنت تهزّين رأسك بالإيجاب.
لكن، إن قرأت هذا ومرَّ عام كامل ولم تتغيري، فاعلمي أنك مجرد نسخة من الماضي، كتاب بالصفحات نفسها وستقتلك تفاهة الروتين. الأيام وُجدت للتغيير والراحة، لخطف قطعة حلوى والهروب بها، الأيام وُجدت للركض تحت المطر، للجنون، فلتأتي يا فتاة بروح تلائم أيامك.
أتمنى أن تنسي كل أمر يثبّط عزيمتك، فهناك كل يوم دعواتٌ تصعد إلى السماء من أجلك، واجعلي الله وكيلاً لك كما كنت دائماً.
أتمنى أن أجدك السنةَ المقبلةَ ناجحةً قويةً كما أنتِ، واثقة الخطى تسيرين على الدرب كما عهدت، واقفةً على ناصية الحلم وما زلتِ تتابعين المعركة بشغف، فإما تنجحين وإما تنجحين، فلا نصيب للخسارة في قاموسك.
سأكون مُمْتنةً لو وجدتُك كما أنتِ لم تشكّلي نفسك كما يريدون، لم يطغَ ضجيجهم على ذلك الصوت الرفيع بداخلك، ولم تغادري ثوب شخصيتك من أجلهم لتكوني كما يريدون، مجرد نسخة باهتة اللون والمنظر.
اعتني بنفسك جيداً إلى مجيئي العام القادم، فلا أحد سيعتني بك كما أفعل، ولكن قبل أن أنسى، أنتِ حقاً جميلة وعيناك اللوزيّتان لا يستحقان غير الابتسام، تُعجبني وقفتك الشامخة وحديثك العقلاني وروحك الطيبة والمرحة.
وأنت تقرأين رسالتي هذه ستضحكين طويلاً، وتشكرينني على الثقة التي منحتُك إياها وعلى العزيمة التي أحييتُها فيك. اعلمي أنني أحبك، أتقبَّلك بكل أخطائك وعيوبك؛ فأنت أغلى ما أملك.