الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المرأة التي نريد !!

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: سحر حمزة - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

كانت المرأة العربية في سالف الزمان نموذجا للالتزام والاحتشام والعفة والحرص على الموروث الشعبي والتراث الأصيل ،وفي ظل تحديات العصر  بعض النساء العربيات بالتحديد يحرصن على التوازن في سلوكياتهن، و على جمع الأصالة والمعاصرة في نمطية حياتها وفي استخدامها للأدوات التقنية الحديثة بشكل صحيح، لتسخرها لخدمتها وللارتقاء بنفسها ولتسويق ذاتها بحكمة بشكل معقول دون اعتمادها على منظرها الخارجي ومفتن جسدها، أي كانت في السابق امرأة معتدلة غير مقلدة لقشور الحضارة بحجة مواكبة العصر الحديث دون محافظة على التراث والعادات والتقاليد المتعارف عليها في مجتمعاتنا العربية.
وتأتي المؤثرات الخارجية  الانفتاح العصري واللامبالاة لتعرض المرأة للأفواه الجائعة والعيون التائهة التي ترمقها لتسمعها كلمات الإعجاب المعسولة ،فتخرج عن إطار مجتمعها كي تكون سيدة معاصرة لتحظى بإعجاب الآخر ممن يضعون المرأة في متاهات الأزياء الفاضحة التي تبرز مفاتن الجسد ،بحيث لا تكون سلعة رائجة بين أيدي الجميع ليستمتعوا بمنظرها الخارجي بقشور بالية دون تلمس الجوهر والبحث في الفكر والخلق والرتابة المقبولة في الحياة في إطار معاصر دون ابتذال للجسد بكشف مفاتنه وتقاسيمه وإغراءاته التي توقع في براثنها ذئاب بشرية يبحثون عن المتعة اللحظية ليغادروها بعد سويعات أو أيام معدودات بحجة أنها رخيصة وسلعة بالية لا تصلح كزوجة ولا لتربية أسرية وإنجاب للأطفال لتكون مربية أجيال لمستقبل زاهر لمجتمع يحتاج لها بفكرها وخلقها وتربيته القائمة على الأعراف المتعارف عليها في إطار الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة حين كانت خولة بنت الأزور تحارب مثل أخيها الرجل وكانت أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين تزود أبيها الذي يرافق رسول الله برحلتهما إلى يثرب هربا من بطش قريش الزاد والزواد كي يستمرا في الصمود والمضي قدما في رسالة الإسلام الإنسانية لكل الشعوب .
  في وقتنا الحالي كثيرات من الفتيات بعمر  الورود التي تنفتح رغما عنها على الحياة العصرية  أصبحت تضحي بكل شيء كي تصل إلى قمة النجومية و الشهرة الكاذبة  وتدخل في تنافس رخيص  بمسابقات التمثيل والغناء والموضة والجمال وغيره  بعيدا عن المألوف كما يحدث الآن، فمسابقات  تطلقها القنوات الفضائية المنقولة بنصها وشكلها  من برامج  غربية لا تمت بصلة إلى  مجتمعنا وهي منسوخة عن فضائيات تمول من قبل جهات مجهولة بدأت تكتسح الساحات معلنة عن جوائز النجوم والشهرة والمجد الكاذب لإسقاط المرأة في متاهات المعاصرة في السفور وكشف الجسد والتعرية أمام الملأ ، فأني أجزم انها مؤامرة  ضد عادتنا وتقاليدنا وقبل ذلك تعاليم ديننا حتى أننا نجد  بعض الفتيات ينجرفن نحوها بتشجيع من الأهل وتزكية الآباء والأمهات وتشجيعهن على الانفتاح  بمغريات كثيرة  تعتبرها بعضهن حلم يراودها دوما ولا ينتهي .
بعض النسوة قد يصلن للمراتب الأولى بمن يكون وراءهن، والجواب لا بد أن يعرفه الجميع هو الجسد والسفور، فكثيرات من المذيعات وقعن في فخ الشهرة وتحولن إلى مطربات باسم الفن ومن نادلة بمقهى إلى فنانة مشهورة فتصحو على حلم الشهرة لتصبح راقصة في مقهى وما تعرضها القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات ما هي الا استنساخ لأفكار غربية تريد أن تفتك بمجتمعنا العربي الإسلامي كي ينفذ مخطط كبير بتشرذم النساء ليصبحن أدوات فتنة وفساد للشباب ويمتهن الإغراء بإظهار مفاتنهن للغرباء كي يوقعن الرجال بحبالهن ويستنزفن طاقاتهم  ليس كزوج شرعي بل  زوج متعة عابر سبيل.
في ظل هذه التحديات تغيب المرأة المثالية المتميزة التي نريدها كنموذج أنثوي نفخر به  تتحمل فيه المرأة المسؤولية المجتمعية بمنجزاتها قبل أن يفوت الوان  وتستيقظ من هذا الحلم كي لا تصحو على غفوة خسرت فيها الكثير، منها أنوثتها وكرامتها التي ابتذلت كي تتنازل عن كثير مما قد كان سيحفظها ويجعلها محصنة يبحث عنها فارس أحلامها لا ليجدها على قارعة طريق أو مفترق طرق بل يجدها كالجوهرة الثمينة المخبأة بعيدا عن أعين ذئاب البشر ووحوش الشهرة وقشور المعاصرة والتقليد الأعمى، فلابد أن تعي مكانتها وتهتم بذاتها وتعتمد على مقوماتها الإبداعية في نطاق علمها وخبرتها العملية كي تحقق ذاتها وتقوم بواجبها الإنساني خير قيام.
وعندما نجد نخبة من بناتنا يستيقظن من غفوتهن ليقمن بدور أنساني بالتوعية لأخواتهن مثل مؤسسة دبي للمرأة والطفل التي ترعى النساء فتحفظ كرامة المرأة من السقوط بين براثن بعض الذئاب وتحفيزهن على الصمود في وجه التحديات بهذا المقام ندعو النساء الغافلات للصحوة كي  يقمن بدورهن الحقيقي الذي خلقت لأجله في بناء اسرة قويمة معتدلة و في إعداد الأجيال المستقبلية بطريقة سوية قائمة على العلم والمعرفة والتحلي بالأخلاق الحميدة بدل الابتذال والسعي وراء متاهات المعاصرة المقنعة بمخاطر تهدد مستقبل المرأة وطموحها في تحقيق ذاتها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى