حذرت د. مرفت سعيد الاستشارية النفسية بمركز الاستشارات العائلية من اساءة استخدام الازواج لتكنولوجيا التواصل الاجتماعي، لافتة الى ان الدردشة الالكترونية عبر برامج الـ Chat والـ WhatsApp ومواقع الـ Facebook وTwitter وراء العديد من حالات الخيانات الزوجية والطلاق وقضايا الخلع.
وأشارت إلى عدد من الدراسات الاجتماعية التي قدرت نسبة حالات الطلاق في الدول العربية التي تقع بسبب الخيانة الزوجية بـ 33% خلال الثلاث سنوات الماضية.
وأكدت ان ادمان الأزواج للدردشة الالكترونية وراءها العديد من الاسباب الاجتماعية والنفسية أهمها اهمال الزوجة لزوجها والعكس، فضلا عن غياب التوافق الاجتماعي والعاطفي، والاكتئاب، وبحث بعض الازواج عن العلاقات خارج نطاق الزواج، وعدم تأهل الشباب للحياة الزوجية بحيث يهربون من مواجهة الواقع ومسؤلياته الى العالم الافتراضي والعلاقات غير السوية على شبكة الانترنت.
ودعت الزوجات لتفهم الزوجة نمط شخصية الزوج، ومشاركته في الهوايات التي يحبها، والاهتمام بها حتى لا يكون كل طرف في واد مسجونا مع هاتفه الجوال، كما دعت الازواج لتجنب اهانة الزوجة او التقليل من قدرها، والسخرية منها امام الآخرين او اهمالها ما يدفعها للبحث عن شخص آخر يعيد لها الثقة لنفسها عبر العلاقات الافتراضية على شبكة الانترنت او عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت ان هناك كثيرا من البيوت التي تحطمت بسبب خيانات مواقع التواصل، لافته الى أن مراقبة الزوج والتجسس الدائم على بريده الالكتروني والرسائل التي تصله على الجوال من اسباب دفع بعض الازواج للخيانة عبر وسائل الاتصال الحديثة.
وقالت: الزوجة مسؤولة بنسبة كبيرة عن نجاح الحياة الزوجية ومنع وقوع الطلاق، حيث إن ثلاثة أرباع مشاكل الطلاق ترجع الى تجسس الزوجات على الازواج والغيرة القاتلة والشكوك الدائمة في اقدام الازواج على الخيانة.
وأضافت: أنصح الزوجة بأنها حتى اذا تأكدت من أن زوجها له علاقة بأخرى عليها أن لا تسأل ولا تبحث وراءه، وعلى سبيل المثال أشارت الدكتورة ميرفت سعيد الى قصة زوجة كان زوجها يخونها مع الخادمة، وقد شهدت المنظر بنفسها، الا أنها لم تبد أي رد فعل ظاهر، وضغطت على نفسها وتصرفت بشكل طبيعي، وانتهزت فرصة سفر زوجها، وقامت بتسفير الخادمة، وعند عودة الزوج سرعان ما سأل عن الخادمة، فقامت الزوجة بإخباره بأن الخادمة أحست بتعب شديد وذهبت بها الى المستشفى وبعد الفحوصات والتحاليل، اكتشف الاطباء أنها مريضة بالايدز.
وقالت الزوجة: إن زوجها أصيب بحالة من الجنون والرعب لفترة طويلة، وكان هذا التصرف سببا في توبته وعدم التفكير في خيانتها مرة أخرى، وهي بذلك عالجت المشكلة بصورة عقلانية دون أن يعلم الزوج.
وتقول د. مرفت: أمام الزوجة في هذه الحالة خياران إما أن تدمر حياتها، أو معالجة المشكلة بصورة عقلانية، فيجب على الزوجة التصرف بشكل عقلاني في مثل هذه الحالات لتكون الكرة دائماً في ملعبها، وفي المقابل سيظن الزوج أن زوجته تعلم بشيء وبالتالي سيحرص على الاحتفاظ بها، ومحاولة عدم إيذاء مشاعرها، أما اذا عملت الزوجة على مهاجمته، سيحدث العكس تماماً، هناك سيفرض على الزوجة الأمر الواقع، وبالتالي فإن القوة والسيطرة لا بد أن تكون في يد الزوجة في هذه الحالات، وفي المقابل أشارت الدكتورة ميرفت الى بعض سلوكيات الزوجة التي تؤثر على علاقتها بزوجها وتجعله يشعر أنه غير مرغوب، لذلك من الضروري أن يفهم كل طرف ما يحتاج اليه الآخر، وشددت الاستشارية النفسية الدكتورة ميرفت أن متابعة المواقع الإباحية مما ابتلي به كثير من المتزوجين، تفسد العلاقة بين الزوجين، وتمنع الاستمتاع والإشباع العاطفي.
وقد خلُص علماء الاجتماع والمحلّلون النفسيون، بعد إجراء دراساتٍ عديدة، الى ان أسباب الخيانة الزوجية عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تتمثل في الفراغ العاطفي حيث إن إهمال الشريك وانشغاله الدائم، يجعل الطرف الآخر ينصرف الى محاولة اشباع رغباته العاطفية والجنسية عبر النت، فضلاً عن غزو الشبكة العنكبوتية لمعظم البيوت الأمر الذي ساهم في تدمير السعادة الزوجية التي يُفترض ان تقوم على المحبة والألفة بين افراد الأسرة، بالإضافة الى ضعف الوازع الديني والملل الزوجي والفتور العاطفي بين الشريكين، ومتعة المغامرة والبحث عمّا هو جديد ومثير، فيما أجمع علماء الدين أن الخيانة الزوجية لا تقتصر على الجانب الجسدي مع شخص أجنبي، بل تشمل كل علاقة غير مشروعة تنشأ بين الزوج وامرأة أخرى غير زوجته، وبين الزوجة ورجل آخر غير زوجها، وتبدأ بشكل مقدمات تنتهي إلى ما لا تحمد عقباه. ولذلك فإن الشريعة الإسلامية لم تحرم الزنا فحسب بل منعت كل السبل وسدت الطرق التي تفضي إليه.
ولا شك أن مثل هذه المحادثات التي تتم عبر شبكة الإنترنيت لها حكم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه، وقد نهى الإسلام عن ذلك تحصينا لهما من وساوس الشيطان وهواجس الشهوة التي من شأنها أن تتحرك في صدريهما، كما أن التواصل عبر «الانترنت» مع الأجنبية بالصوت والصورة يتضمن إطالة النظر وتلذذ العين التي هي مفتاح القلب، وقد اعتبر النبي (ص) النظرات الجائعة الشرهة من أحد الجنسين إلى الآخر زنا، فقال:(العينان تزنيان وزناهما النظر)، على اعتباره ضربا من التلذذ والإشباع للغريزة الجنسية بغير الطريق المشروع.
الراية