سأروي لكم اليوم حكاية أم أيمن أنها امرأة من بلدتي أمية ،هي امرأة غير عادية وهي سيدة مثالية مكافحة متعاونة مع زوجها لأبعد الحدود في تربية أبنائها وبناء أسرتها التي أصبحت مضرب المثل في النجاح الأسري ،نعم أنها إن أم أيمن أعزائي مثال للمرأة الريفية المكافحة والتي أصبحت رغم ضعف إمكانياتها وإمكانيات العم أبو أيمن المادية والعلمية تمكنت من تحقيق حلم كان يراودها حيث أنها نجحت وبجدارة في تنشئة أربعة أبناء لها أصبحوا أطباء و أحدهم طبيباً ومحاضرا يحمل رسالة الدكتوراه وطبيبة نسائية وصيدلانية ومهندس مدني وخريج معهد صحي وخريج لغة انجليزية وخريجة معهد العلوم الطبيعية. نعم من يسأل عن تلك المرأة الأمية التي لم تصل المدارس والجامعات يعرفها الجميع في بلدتي فالقاصي والداني يدلكم عليها. هناك .
لكن هل تعرفون ما هي الطريقة التي اتبعتها كي تخرج هذه الكوكبة العلمية من الشباب المتعلمين؟ رغم المعاناة وغياب زوجها العم أبو أيمن عن البيت طوال النهار لكسب لقمة العيش وتأمين ما تحتاجه الأسرة من مصاريف ومستلزمات البيت. لقد أتبعت وسائل عدة لتحقيق ذلك من أبرزها طريقة قد لا تخطر لأحد على بال، لقد كانت أم أيمن فور عودة أبنائها من المدرسة وتناولهم الطعام تأمرهم بمتابعة دروسهم ومذاكرتها بشكل حثيث وتقوم بتسميع الدروس لهم وكأنها معلمه تدرك وتستوعب كل كلمة يقرأها أبناءها أمامها ، وصدقوا أو لا تصدقوا أن أبناء أم أيمن ظلوا كل فترة دراستهم الأوائل في مدارسهم ،وكان الأساتذة يظنون أن والدتهم تجيد القراءة والكتابة، ذاك أنها كانت تجعل أحدهم يعيد قراءة الدرس الذي تلقنه في المدرسة مرات ومرات مع تركيز في حفظ الدرس فإذا رأت منه تناقضا وارتباكا في تسميعه تعيده عليهم ولا تغفوا لها عين إلا حين تتأكد من حفظهم لكل معلومة يتلقونها من مرحلة دراسية إلى أخرى إلى أن كبروا وأنهوا المدرسة بتفوق وتخرجوا من الجامعة أطباء كما أسلفنا في بداية حكاية أم أيمن . فتأمل يا رعاك الله جهود أم أيمن كيف أثمرت وأصبحت هي نموذجا يحتذي به بين النساء في القرية وهكذا هن أمهات بلادي اللواتي يخرجن من اللاشيء إنسانا متعلما يعرف هدفه ويجري وراءه ليحققه فيصبح متمكنا بعلمه يخدم نفسه ووطنه .