بعد سنوات من وقوف قطاعات من المجتمع ورجال الدين في وجه الرياضة النسائية بالسعودية، أصبحت هذه الرياضة واقعاً لا يمكن لأحد أن ينكره بعد الإعلان عن الموافقة على 250 نادياً نسائياً في مختلف مدن البلاد.
وقالت عضو مجلس الشورى السعودي لينا آل معينا لـ"هافينغتون بوست عربي"، إن "الرياضة النسائية في السعودية لم تعد قضية مجتمع فالسعودية مقبلة على مرحلة مهمة بالنسبة للرياضة السعودية بعد إقرار 250 نادياً رياضياً نسائياً على مستوى المملكة".
معتبرة أن رفض المجتمع للرياضة النسائية في السنوات الماضية "لم يعد بيد المجتمع، نحن نريد أن ننقذ فتياتنا من أمراض القلب والسكري وداء السمنة".
وأضافت: "إننا نعيش في فترة مختلفة، يجب علينا أن نتجاوز كل الأمور من أجل تحقيق رؤية المملكة 2030، التي من أهدافها تحسين مشاركة الفتيات في الرياضة السعودية".
وأضافت لينا: "بالنسبة للـ250 نادياً رياضياً للنساء، فقد حُسم أمرها، فقط تبقى الآلية والأنظمة التي سوف يعمل من خلالها"، مؤكدة أن الأندية لن تقتصر على رياضة دون أخرى؛ بل سوف تتضمن جميع الألعاب الرياضية.
البطولات الدولية وفق الضوابط الشرعية
ويبدو أن الأندية النسائية ستثير جدلاً جديداً، سيكون هذه المرة حول المشاركة في البطولات العالمية، وذلك بعد أن طُرح هذا الأمر تحت قبة مجلس الشورى؛ وهو البرلمان السعودي الذي يشارك في صنع القرار.
وعلقت عضو الشورى الشورى قائلة: "مشاركتنا في المحافل الدولية لن تكون الأولى لنا، فسبق أن شاركنا في ريو البرازيل، لكنها كانت مشاركة خجولة، ولكننا أصبحنا الآن نسعى لأن نشارك من أجل المنافسة وليس المشاركة".
وتابعت لينا: "من ضمن الأمور التي سوف تسهم إيجابياً بالنسبة للرياضة النسائية في السعودية، هو فتح أقسام للتربية الرياضية بالجامعات السعودية"، مشيرةً إلى أنها طالبت بهذا الأمر منذ سنوات.
ولم تستبعد حدوث هذا الأمر قريباً في الجامعات بعد الموافقة على تصاريح الأندية النسائية في مناطق المملكة.
وأضافت: "بعد 4 سنوات من فتح تلك الأقسام، سوف تكون لدينا ثروة من الرياضيات السعوديات اللاتي سوف يسهمن في إنعاش الرياضة السعودية عبر الأندية والمنتخبات".
وكانت لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة بمجلس الشورى السعودي قد أوصت الهيئة العامة للرياضة بأن يتضمن تقريرها القادم توضيحاً لتطور الرياضة بالأرقام، من حيث نسب وأرقام ممارسي الرياضة، ومنهم النساء، بعد أن كانت الهيئة قد رفعت للمقام السامي ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية منذ عام مقترحاً بمشاركة المرأة في البطولات وفقاً للضوابط الشرعية.
الرياضة النسائية قديمة في السعودية
ووفقاً لعضو مجلس الشورى لينا آل معينا، فإنه قبل أكثر من 5 عقود كانت النساء تمارس الرياضة قبل أن يرفضها المجتمع مؤخراً.
وقالت: "كنا في عام 1966 نمارس الرياضة بشكل طبيعي، ولم يكن ثمة ما يمنع من ذلك، حيث كان الفضل آنذاك للملكة عفت قرينة العاهل السعودي فيصل بن عبد العزيز في مدارس دار الحنان التي دشنت أول صالة رياضية نسائية".