بيّن مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2012 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة الى أن 14.1% من حوالي 7027 إمرأة متزوجة أو سبق لها الزواج واللاتي تتراوح أعمارهن ما بين (15-49) عاماً تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل أزواجهن الحاليين أو السابقين خلال الإثني عشر شهراً السابقة للمسح.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن 166 سيدة من اللاتي شملهن المسح تتراوح أعمارهن ما بين 15-19 عاماً، وأغلبهن زوجات قاصرات تعرضت 14.5% منهن الى عنف عاطفي، و 10% منهن الى عنف جسدي، فيما تعرضت 12.9% منهن الى عنف جنسي من قبل أزواجهن.
ويلاحظ بأن الزوجات من الفئات العمرية الأعلى تعرضن بصورة أقل للعنف الجنسي من الزوجات القاصرات، فتعرضت للعنف الجنسي من قبل الأزواج حوالي 4.5% من الزوجات في الفئة العمرية 20-24 عاماً، و 9.5% من الزوجات في الفئة العمرية 25-29 عاماً، 8.9% من الزوجات في الفئة العمرية 30-39 عاماً، وأخيراً 8.7% من الزوجات في الفئة العمرية 40-49 عاماً.
كما تبين بأن النساء المطلقات أو المنفصلات أو الأرامل تعرضن للعنف الجنسي من قبل أزواجهن السابقين بحوالي ثلاثة أضعاف النساء المتزوجات حالياً، حيث أفادت 8% من المتزوجات حالياً و 21.6% من المتزوجات سابقاً (المطلقات، المنفصلات والأرامل) بتعرضهن للعنف الجنسي من قبل أزواجهن.
وتضيف "تضامن" بأن نسبة المتزوجات واللاتي تعرضن للعنف الجنسي من قبل الأزواج الحاليين أو السابقين حسب نوع الإصابات خلال الإثني عشر شهراً السابقة على المسح كشفت عن أن 34.9% منهن تعرضهن لإصابات بسيطة وأن 10.5% منهن تعرضن لإصابات متوسطة فيما تعرضت 3.7% منهن لإصابات بليغة ، وبشكل عام فقد أفادت 35.9% منهن بتعرضهن لواحدة أو أكثر من الإصابات الثلاث السابقة.
وحدد المسح ثلاثة أنواع من الإصابات الجسدية والتي تتراوح ما بين بسيطة ومتوسطة وبليغة ، فالنوع الأول حدد بجروح أو رضوض أو خدوش ، والثاني حدد بإصابات في العين أو إلتواءات أو إزاحات في المفاصل أو حروق ، والنوع الثالث والأخير حدد بالجروح العميقة والكسور في العظام أو الأسنان أو أي إصابات بليغة أخرى.
وتضيف "تضامن" بأن أنواع العنف التي شملها المسح هي العنف الجسدي والعنف الجنسي أو كلاهما أو أي منهما المرتكب من الأزواج الحاليين أو السابقين ضد الزوجات ، وتشمل قائمة العنف الجسدي الدفع بقوة أو الرمي بشيء ما ، أو الصفع ، أو لوي الذراع أو شد الشعر ، أو الضرب بقبضة اليد أو بشيء ما ، أو الركل أو الجر أو الضرب ، أو محاولة الخنق أو الإحراق عن عمد ، أو الهجوم بسكين أو مسدس أو أي سلاح آخر. فيما شملت قائمة العنف الجنسي الإجبار بالقوة على المعاشرة الجنسية رغم عدم الرغبة بذلك ، أو أي عنف جنسي.
ويبين المسح نسبة المتزوجات واللاتي تعرضن للعنف الجسدي من قبل الأزواج الحاليين أو السابقين حسب نوع الإصابات خلال الإثني عشر شهراً السابقة على المسح ، حيث أفادت 36.2% منهن بتعرضهن لإصابات بسيطة وأن 10.2% منهن تعرضن لإصابات متوسطة فيما تعرضت 2% منهن لإصابات بليغة ، وبشكل عام فقد أفادت 37.3% منهن بتعرضهن لواحدة أو أكثر من الإصابات الثلاث السابقة.
كما أن نسبة المتزوجات واللاتي تعرضن للعنف من الأزواج الحاليين أو السابقين والبالغ عددهن 2101 سيدة ولم يبحثن أبداً عن مساعدة ولم يخبرن أي أحد آخر بتعرضهن للعنف سواء نتج عنه إصابات جسدية أم لا كانت مرتفعة جداً بالنسبة للنساء اللاتي تعرضن للعنف الجنسي حيث وصلت النسبة الى 93.5% منهن ، و 48% منهن ممن تعرضن للعنف الجسدي ، وبلغت 29.3% منهن ممن تعرضن لعنف جسدي أو جنسي
وتؤكد "تضامن" على أن ثقافة الصمت ما زالت تسيطر على النساء المعنفات، فقد تبين بأن المتزوجات الأردنيات لا يطلبن المساعدة سواء من الجهات الحكومية المختصة أو غير الحكومية أو حتى من الأقارب والأهل والأصدقاء إذا ما تعرضن لعنف جنسي من قبل أزواجهن ، حيث أن أقل من واحدة من بين كل عشر متزوجات ممن تعرضن لعنف جنسي يطلبن المساعدة ، وهذا مؤشر على أن كسر حاجز الصمت وتغيير ثقافة السكوت عن العنف وتغيير النظرة المجتمعية الدونية تجاه النساء بحاجة الى جهود كبيرة من كافة الجهات المعنية لحثهن على عدم السكوت عن العنف مهما كان نوعه وبشكل خاص العنف الجنسي ، ومهما نتج عنه من أضرار سواء أكانت نفسية أو جسدية أو كلاهما معاً ، ومهما كانت طبيعة الإصابات سواء أكانت بسيطة أو متوسطة أو بليغة.