أكد مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2012 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة على أن 22% من الأطفال الصغار ذكوراً وإناثاً والذين تتراوح أعمارهم ما بين 3-5 أعوام في الأردن ملتحقون في البرامج التعليمية للطفولة المبكرة، والتي من شأنها المساهمة بشكل كبير في تحسين الإستعداد للمدرسة.
وتضيف جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" بأن تنمية الطفولة المبكرة تتضمن برامج تعليمية منظمة ومنتظمة من شأنها تهيئة الأطفال الصغار بشكل سليم إستعداداً لدخول المدرسة بمرحلتها الإبتدائية، ولا يدخل في نطاق ذلك مجالسة الأطفال أو العناية المنزلية بهم.
وشمل المسح ثلاثة مجالات لنوعية الرعاية المنزلية للأطفال الصغار بإعتبارها المحدد الرئيسي لنموهم، وهذه المجالات هي مشاركة البالغين في أنشطة مع الأطفال الصغار، ووجود كتب للأطفال في المنزل، وظروف الرعاية نفسها.
وإعتمد المسح على جمع معلومات عن عدد من الأنشطة التي تدعم التعليم المبكر للأطفال الصغار (3-5 أعوام)، وهي مشاركة البالغين للأطفال الصغار في قراءة الكتب أو النظر في الكتب المصورة، وسرد القصص، وغناء الأغاني، وأصطحابهم خارج المنزل، واللعب معهم وتمضية الوقت معهم أثناء تسمية الأطفال للأشياء وعدها أو رسمها. وتبين من المسح بأن 82% من الأطفال الصغار شاركوهم أشخاص بالغين من أفراد الأسرة في أربعة أنشطة أو أكثر خلال الثلاثة أيام السابقة للمقابلة. مع ملاحظة أن الطفلات الإناث كن أكثر ميلاً وبشكل طفيف مقارنة بالأطفال الذكور للمشاركة مع البالغين.
ولوحظ أيضاً ارتفاع مشاركة أطفال الأمهات المتعلمات (87% منهم) مقارنة بأطفال الأمهات غير المتعلمات (58% منهم)، وإرتفاع مشاركة أطفال الأسر الغنية (87% منهم) مقارنة بالأسر الأفقر (75% منهم).
وتضيف "تضامن" بأن 23% من الأطفال الصغار يعيشون في أسر تمتلك على الأقل 3 كتب للأطفال، علماً بأن الأطفال الصغار في الحضر يملكون فرص أفضل من الأطفال في الريف للوصول الى كتب الأطفال.
كما أن 70% من الأطفال الصغار دون الخامسة من العمر لديهم نوعين أو أكثر من أدوات اللعب في المنزل، وهذه الأدوات تشمل الألعاب المصنوعة منزلياً كالدمى والسيارات، وتلك المشتراة من الأسواق، ومجسمات ومواد تم العثور عليها خارج المنزل كالعصي وأصداف الحيوانات وأوراق الشجر. إلا أن الغالبية من الأطفال الصغار (89%) يلعبون بألعاب تم شراؤها من السواق المحلية.
وفي مجال الرعاية، فقد بين المسح بأن 9% من الأطفال تركوا برعاية غير كافية لمدة ساعة على الأقل خلال الأسبوع السابق للمقابلة، من خلال تركهم وحيدين أو برعاية طفل آخر، وأشار المسح الى أن أطفال الأمهات اللاتي تعليمهن إعدادياً والآباء الذين تعليمهم إبتدائياً يميلون بشكل أكبر لأن يتركوا برعاية غير كافية.
إن تنمية الطفل هو حق من حقوقه التي نص عليها صراحة في إتفاقية حقوق الطفل، فأشارت المادة 6 منه الى أن للطفل الحق أن ينمو الى أثى حد ممكن. كما نصت المادة 27 منه على أهمية أن تعترف الدول الأطراف (ومن بينها الأردن) بحق كل طفل أن يعيش في مستوى معيشي ملائم لنموه البدني، ونماءه العقلي والروحي والأخلاقي والإجتماعي.
وتدعو "تضامن" كافة الجهات المعنية وبشكل خاص الأسر الى الاهتمام بتنمية قدرات أطفالهم الصغار، وإعطائهم الفرصة للتعبير عن قدراتهم في مختلف المجالات والعمل على تنميتها، وإستشارة الأخصائيين في حال وجود أي خلل في القدرات الجسدية أو العقلية، كون إهمال ذلك يرتب آثار مدمرة على تكوين شخصيتهم ومستقبلهم وحياتهم بشكل عام.