كم يبدو العالم مختلفا حينما تفتح عينيك على موسيقى هادئة تنقلك الى أجواء روحية ترتقي بحسك الانساني
الى الاعلى ، وكم أنت بحاجة الى موسيقى شعبية تطلق العنان لروح الحماسة لتبهج وترقص وتؤدي دبكات شعبية في البيت او حتى خلال التنقل في مركبتك الخاصة ، وكم نحتاج الى اغان عاطفية تعيد الاحساس بالماضي المحبب الذي يحتفي بعاطفة جياشة تعبر عن شجون القلب ، بدات بالتواري الان وسط زحام العمل وزحام متطلبات الحياة والوسائط التكنولوجية التي اغتالت المشاعر الرومانسية وجعلت من العلاقات الانسانية نافذة مفتوحة بعد ان كانت نجمة مضيئة نحلم بالوصول الى ضوءها ونورها .
كم نحتاج في كل لحظة من لحظات النهار اللى هذا الغذاء في عالم تحكمه عناصر القوة ...القمع .. القتل ..الاستبداد ، التوتر الدائم ...الصراع على الثروات و السيطرة على الدول والشعوب .
الكل يبحث عن وسائل للخروج من الازمات الشخصية وتحمل كل هذا البلاء وكل هذا الشقاء الانساني .
من المؤكد ان الموسيقى لغة شفافة تزيل كافة الشوائب العالقة على القلب والجسد . بالطبع لا تزيل الاسباب ولكنها تقوي المناعة وتحمي الروح من الطحن اليومي بسبب الواقع السياسي المرير والواقع الاقتصادي الصعب والواقع الاجتماعي الاصعب .
وان كانت الموسيقى تمنح الروح هدوءها الاصيل وتعزز الدفئ الانساني في مكان ، الا انها في مكان آخر تشحذ الهمم فعندما نستمع الى اغنية وطنية ترتفع القوة الكامنة لدى الشيب والشباب للتصدي للمحتل والتصدي للظلم والقهر والاستبداد.
اذا هي الموسيقى التي تمتلك كل عناصر التاثير والقوة لتحسين اسباب البقاء ولتعزيز العواطف الانسانية الرائعة وتكريس القيم الانسانية المثلى القائمة على المحبة ، المودة ،التراحم ، الانتماء للوطن ، للام ، للحبيبة ، للطبيعة الخلابة .
فلنحتفي بالموسيقى ،اللغة الانسانية التي توحد الجميع، ونجعلها رفيقنا الدائم ....حيثما نكون .