يُلقي استمرار المعارك ضد تنظيم الدولة وتصاعد عمليات الخطف والقتل التي تقودها المليشيات في العراق، بآثار مدمرة على المجتمع الذي تأخذ أعداد الأرامل والمطلقات فيه بالارتفاع إلى مستويات مخيفة، وسط غياب للدور الحكومي.
وبحسب نتائج مسح الأمن الغذائي الذي نفذه الجهاز المركزي العراقي للإحصاء خلال عام 2016، فإن عدد الأرامل والمطلقات في العراق بلغ مليوناً و938 ألف أرملة ومطلقة.
المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، قال في بيان صحفي على نسخة منه: إن "عدد المطلقات والأرامل في عموم العراق بلغ مليوناً و938 ألف مطلقة وأرملة"، مشيراً إلى أن "المسح لم يشمل محافظتي نينوى والأنبار وعدداً من أقضية كركوك وصلاح الدين".
وأشار الهنداوي إلى أن "جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة تعتمد البيانات والمؤشرات التي ينتجها الجهاز المركزي للإحصاء؛ لأن المسوح الإحصائية التي ينفذها الجهاز تجري وفقاً للمعايير العالمية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة".
يُلقي استمرار المعارك ضد تنظيم الدولة وتصاعد عمليات الخطف والقتل التي تقودها المليشيات في العراق، بآثار مدمرة على المجتمع الذي تأخذ أعداد الأرامل والمطلقات فيه بالارتفاع إلى مستويات مخيفة، وسط غياب للدور الحكومي.
وبحسب نتائج مسح الأمن الغذائي الذي نفذه الجهاز المركزي العراقي للإحصاء خلال عام 2016، فإن عدد الأرامل والمطلقات في العراق بلغ مليوناً و938 ألف أرملة ومطلقة.
المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، قال في بيان حصل "الخليج أونلاين" على نسخة منه، الاثنين: إن "عدد المطلقات والأرامل في عموم العراق بلغ مليوناً و938 ألف مطلقة وأرملة"، مشيراً إلى أن "المسح لم يشمل محافظتي نينوى والأنبار وعدداً من أقضية كركوك وصلاح الدين".
وأشار الهنداوي إلى أن "جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة تعتمد البيانات والمؤشرات التي ينتجها الجهاز المركزي للإحصاء؛ لأن المسوح الإحصائية التي ينفذها الجهاز تجري وفقاً للمعايير العالمية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة".
الأرقام المخيفة لأعداد الأرمل والمطلقات في العراق التي أعلنت عنها وزارة التخطيط، يمكن كشفها بمجرد الاقتراب من أحد مكاتب الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، حيث طوابير النساء بثيابهن السوداء حزناً على فقدان أزواجهن، وسعياً منهن للتسجيل في شبكة الرعاية الاجتماعية.
الحقوقي صالح العاني، قال: إن "أعداد الأرامل والمطلقات في العراق في تزايد طردي"، مشيراً إلى أن "أعدادهم أصبحت أشبه بالقنبلة تهدد المجتمع العراقي بالتفكك، ما لم تتدخل الحكومة العراقية لوضع حلول ناجحة للحد من هذه المشكلة".
وأضاف: أن "أعداد الأرامل والمطلقات في العراق خلال عام 2016 تفوق ما أعلنت عنه وزارة التخطيط مؤخراً"، لافتاً إلى أن "هذه الإحصائية لا تشمل زوجات المفقودين الذين يقدر عددهم بالآلاف، فضلاً عن عدم تسجيل أعداد كبيرة من الأرامل بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد".
وفيما يخص المطلقات، أشار العاني إلى أن "ارتفاع أعداد المطلقات لا يقل خطورة عن تزايد أعداد الأرامل، فكل من الطرفين يعانين الظروف نفسها"، مؤكداً أن "نسبة الطلاق في العراق خلال عام 2016 تعد الأعلى بتاريخ العراق"، عازياً سبب ذلك إلى "الأوضاع الاقتصادية ومواقع التواصل الاجتماعي".
المواطنة رقية ممدوح من جهتها قالت في حديث لمراسل "الخليج أونلاين"، إن زوجها "انضم إلى صفوف الحشد الشعبي استجابة لنداء المرجعية في النجف في صيف 2014، لكنه قتل في إحدى المعارك ضد تنظيم الدولة في محافظة صلاح الدين، تاركاً خلفه زوجة وخمسة أطفال كبيرهم لم يتجاوز السنوات العشر".
وأضافت أنها لا تملك راتباً لغاية الآن أسوة بباقي الأرامل، وأنها تعاني ظروفاً في غاية الصعوبة أجبرتها على العمل في أحد مصانع الخياطة براتب شهري لا يتجاوز 100 دولار؛ لسد جزء من احتياجات أبنائها.
(أم حسن) لم تكن أفضل حالاً من رقية، قالت إن عائلتها مكونة من أكثر من 23 شخصاً، وفيها 3 أرامل وأكثر من 18 يتيماً ولا يوجد بينهم من يعيلهم، مشيرة إلى أن زوجها قتل في انفجار سيارة مفخخة وسط بغداد، إما أخواتها فقد فقدن أزواجهن بعد اختطافهم من قبل إحدى المليشيات في منطقة التاجي شمال بغداد منذ أكثر من 8 أشهر، ولم يعرف مصيرهم بعد.
وفي السياق ذاته، قال الباحث الاجتماعي هشام السعدي، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "نسبة تزايد أعداد الأرامل والمطلقات راحت تزداد شهراً بعد شهر، وعاماً بعد آخر، وخصوصاً بعد عام 2003، لا سيما في السنوات الأخيرة التي أعقبت أحداث الموصل، مخلفة جيشاً من الأرامل والمطلقات والأيتام".
وأشار إلى أن "أكثر من 150 امرأة يفقدن أزواجهن يومياً لأسباب كثيرة؛ أبرزها المعارك المستمرة ضد تنظيم داعش والإرهاب الذي يكاد لا ينفك عن حصد أرواح المدنيين، فضلاً عن تصاعد حالات الطلاق التي بدأت تدق ناقوس الخطر في العراق".
وأضاف أن نحو 90% من النساء الأرامل في العراق ترملن "بسبب الحروب المستمرة، وإرهاب تنظيم داعش وإجرام المليشيات الذي لا يفرق ما بين صغير وكبير أو رجل وامرأة".
وبيّن أن "هذه الأرقام تتطلب وقفة جادة واهتماماً كبيراً من جانب الدولة، وإيجاد حلول ناجعة للحد منها؛ كترغيب الرجال بالزواج من الأرامل، وتوفير سبل الحياة لهن، والحد من انتشار حالات الطلاق من خلال إقامة دورات وندوات".
الخليج