كما هو العم سام القادم من الغرب إلى الشرق بويلاته وتقنياته المدمرة ،وأولاد العم الذين زرعهم سام في عمقنا بقلبنا العربي كي يدمروه ويفككوه ويفرقوه ، يأتي اسم العم فالنتين الذي أخترعه الغرب لنبتعد عن معتقداتنا وما كتب لنا بهذه الدنيا حتى في الحب غير المزيف ،ورغم أن أسم العم يمثل صلة قرابة قوية لا يمكن تجاهلها ،بدأ العم فالنتين يفرض وجوده في أوساط المجتمع الفقير قبل المخملي ،وبدأ الشباب والشابات والعشاق يجهزون للاحتفال به على إنه "عيد الحب "وكأن الحب لا يأت إلا بيوم واحد على يد العم فالنتين وتعويذته السحرية الحمراء التي يقولون أنها هدية رمزية عبارة عن دب قطبي أصم لونه أحمر أو وروده حمراء بدون رائحة شذى الزهور العبقة ودون عبير فواح ،يقولون أن فعل فالتتين عند النساء عنيف خاصة الخاطبات وذوات العلاقات والصداقات مع الجنس الآخر ،ويعتبرونه أنه مقياس للحب أو عدمه ،وان الزوج أو الخطيب إذا تذكر زوجته بدب أو بوردة حمراء أو بسهرة في مكان أحمر مشبوه فهو دليل على الحب بينهما وتأكيد من الطرف الآخر على حبه لهذه المرأة العشواء الفقير قصيرة النظر ،ماذا إذا أهداها دب قطبي أحمر وفي اليوم الثاني غازل أخرى ،وتواعد مع صديقته الموظفة أو مع ابنة الجيران ،أو توعدها لأنها قصرت في أعمال المنزل ولم تقدم له الولاء والطاعة الزوجية ،هل تقدر المرأة خطورة احتفالها بهذا اليوم ألقسري القصير لقياس الحب ،فالحب أكبر من ذلك ولا يحدد بيوم واحد ،بل أنه حب متواصل وعطاء دائم على مدار العام ،فلتتيقظ النساء لارتدادات هذا اليوم الأحمر الذي قد يتحول إلى نقمة علينا جميعا ، ونطرد من رحمة الله سبحانه ورضوانه ،وهو من قدر كل شيء لنا ،وحدد ما علينا حتى لمن نمنح الحب الصادق المعطاء ،والمتبادل من كلا الطرفين وليس حب المصلحة القائم من طرف واحد يستنزف الآخر ويستثمره لصالحه ثم يولي الأدبار عنه بغطاء الحب المخادع الملون بالأحمر وبهدية صماء كدب أحمر ليس فيه تعبير يذكر أحذرن من الفالنتين واطردوه خارج أفكارهن
ودمتن بخير