يقال الصبر مفتاح الفرج، ويقول الله سبحانه إن الله مع الصابرين، وأنا وغيري كثيرون صابرون وأنا وغيري أيضا ننتظر الفرج بفجر جديد تشرق معه شمس جديدة تشع بخيوطها ببشائر الخير والأمل بالله والأيام المقبلة التي تحمل أشياء جديدة وهذه البشائر هي أحلام منتظرة لتتحقق تلوح لنا بأطيافها وراء الأفق، فهي ليست أحلاما فقط ولا أوهام، هي وقائع ومتغيرات تحدث كل يوم في ظل الكثير من المعاناة والتحديات.
فقوة التحمل أمام شيء ما يكشف الأقوياء ومدى الصمود في وجه التحديات ، وتنجلي غمامة الهم أمام بعض الضعفاء، فالصمت لس ضعفا والهدوء ليس خوفا، والعاصفة التي تهب بعد سكون الرياح ووجوم الشمس وغيابها ليست قادرة على اقتلاع الجذور والأصول مهما قويت، والأشجار التي تتساقط أوراقها بالربيع لا تبكي نهايتها فهي متجددة بفرحها بربيع جديد وعرس طبيعي قادم بالصيف بزفافها للطبيعة ،وأن كان خريف العمر يقتل الأحلام ويدفن الطموح إلا أن طول الأمل بالله والثقة به يدفعنا للاستمرار والتواصل في الحياة من أجل البقاء والعطاء ومن أجل طبيعة أراد الله فينا أن تستمر الحياة رغم كل شيء.
حين يرحل من نحب عنا أو حين نغادر الوطن إلى مكان غير أليف علينا أو حين نغامر بعمل ما ونجازف بمصيرنا من أجل الحياة هي القوة بعينها فالصمود بوجه التحديات تعبير واضح عن شيء كامن في داخلنا يدفعنا للثبات ويدفعنا للإصرار على البقاء في مكان حل به رزقنا وكتب الله علينا أن نكون فيه شئنا أم أبينا.
أن الأمل يلوح في الأفق قادما بخير متجدد بإذن الله فهو مقدر أعمارنا ورزقنا والأمل بالله لا حدود له هو الخالق البارئ المصور الرحمن الرحيم الذي يرأف بحالنا ويحفظ لنا أولادنا وما نحب في هذه الحياة هو وحده القادر على أن يغير محور حياتنا إلى شيء أسمى مما نحن فيه ليكون له ما كان وما سيكون بيده سبحانه.