على الرغم من التطور الاجتماعي الذي نعيشه إلا أن مفاهيم الرجل الشرقي تظل قائمة لن تتغير ولن تتبدل، فنجد أن هناك الكثير من الرجال على درجة كبيرة من العلم والمعرفة لكنهم يظلون تحت سيطرة بعض المفاهيم والعادات والتقاليد، والتي من ضمنها الزواج من فتاة صغيرة السن، بحكم أن المرأة تكبر بمعدل أسرع من الرجل.
ووجدت دراسات أجريت حول هذا الأمر، أن فارق السن بين الزوجين يعدّ مؤشرا جيّدا لتحديد مدى نجاح عمر الحياة الزوجية، حيث تزيد نسبة الطلاق كلما كان فارق السن بين الزوجين كبيرا ولكنها ليست قاعدة، فعلى الرغم من ذلك إلا أننا نجد أغلب الرجال في المجتمعات الشرقية يفضلون الزواج من الفتيات الصغيرات.
وأرجع الباحثون السبب إلى أن الرجل يرى في المرأة صغيرة السن سهولة في السيطرة عليها، خاصة إذا مرّ بالعديد من التجارب في حياته، وتعامل مع المرأة القوية التي لا تقبل بسيطرة أحد عليها، والمرأة العنيدة وصاحبة الرأي والمسيطرة وغيرهن، لذلك يبدأ في البحث عن فتاة صغيرة حتى يضمن عدم اكتمال شخصيتها، ويبدأ في تشكيلها حسب أهوائه الشخصية.
وأشار باحثون أميركيون متخصصون في علم النفس، إلى أن الرجل يفضل الارتباط والزواج من الفتاة صغيرة السن بسبب رغبته في الاستحواذ عليها، فهو يرغب في أن يكون محور اهتمامها الرئيسي، لأنه لن يقبل بنصف اهتمام، وهذه هي طبيعة أغلب الرجال، لذلك يفضل الفتاة الصغيرة التي تعيش معه ولا تعصي له أمرا، ليكون بالنسبة إليها الأب والأم والأخ وكل شيء حتى يضمن سيطرته عليها، كما أن الفتاة الصغيرة لها ميزة يفضلها أغلب الرجال وهي عدم المجادلة، ولأنه يرى أنه سينجح في تربيتها وتشكيلها على حسب أهوائه، وتبقى لا تملك الجرأة لكي تناقشه وتجادله الرأي، وتكون له الند بالند، لأنها تعلم الحدود التي رسمها لها الرجل منذ بداية علاقتهما.
من جانبها، تقول الدكتورة هبة عيسوي، أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس “معظم الرجال يفضلون الارتباط والزواج من الفتاة الصغيرة في السن، أو التي لا تتعدى 25 عاما حتى لو كان عمر هذا الرجل فوق الأربعين، معتقدين أن نسبة الإنجاب والخصوبة عند تلك المرأة أكبر من تلك التي تعدت سن 25 عاما. وأشارت إلى أن هذا الاعتقاد خاطئ وليس له أي أساس من الصحة”.
وحول الأسباب الجنسية لتفضيل الرجل الزواج من فتاة تصغره في العمر، توضح الدكتورة هبة قطب، استشارية الطب الجنسي والعلاقات الأسرية في مصر، أن الرجل يظن أن الفتاة الصغيرة لديها قدرة أكبر على إشباع غرائزه الجنسية أكثر من الفتاة المتقدمة في العمر، ويستطيع استعادة شبابه معها، أما الفتاة في عمر الثلاثين فهي غير قادرة على ذلك. مؤكدة أن هذا الاعتقاد شائع عند أغلب الرجال خاصة في القرى ومناطق الريف لكنه خاطئ في الواقع، لأنه ليست هناك علاقة بين صغر عمر الفتاة والعلاقة الحميمية، ولا علاقة بين صغر عمر الفتاة وزيادة قدرتها على الإنجاب.