تشرق الشمس كل يوم بأمل متجدد بالحب والعطاء فهي حين تبعث بخيوطها الذهبية كل صباح فوق السهل والجبل والبحر والكائنات الحية جميعا في الصباح تدفعنا للعمل والأمل المتجدد وعند غروبها مساء تدعونا للتوازن بحياتنا كي نخطط لها بحكمة لحياتنا وأن نكون على يقين بأن القدر وحده يسير أمورنا وقد ننجح وقد نخفق بحسب ما هو مقدر لنا .
وهي لا تستأذن من أحد متى تشرق ومتى تغيب وحين تأفل ليس معناه أنا سنواجه مآسي وأحزان كما يدعي الفلكيون الذين يقنعون الناس بأن غياب الشمس في حياتنا وهنا الشمس تستخدم مجازا فهي الحب والدفيء والحنان وكل شيء جميل، فهذا لا يعني أن أشياء وأنا تخلوا عنا وتركونا لطوفان الحياة كي نواجه مصائب قادمة إلينا لا قدر الله ولهذا عليهم أن يدركوا أنها تسير بحسب قوانين وأنظمة كون يسيرها الله خالق الكون هو الذي يرسم خطوط مسار الجميع على البسيطة.
أحيانا تتراكم الغيوم فتحجب أشعتها قليلا وحين يتساقط المطر تستحم وتستجم قليلا وقد يمنعها الضباب عن الشروق وقد يحول الكسوف دون أن تشرق أو يقف القمر حائلا ليغيبها عن الأرض بكسوفه يوما في السنة الواحدة كظواهر طبيعية نستسلم لها وندركها بالعقل ولا نعترض عليها لا نها قدرة الله في الكون وحده الخالق جل وعلا في هذا الكون الذي أبدع خالقه.
حين اتأمل شروق الشمس استذكر الأيادي البيضاء والقلوب النقية التي تقدم الخير للجميع بسخاء منقطع النظير دون انتظار الشكر أو الثناء على عملها.
هؤلاء يعملون في الخفاء كي لا تعرف يدهم اليسرى ما تقدمه اليمنى بصمت وسكون دون إعلان وتسويق فهي تسعى فقط إلى رضى الله فقط وهم مثل الشمس التي تنير هذا الكون الواسع فلولاها تتحول الأرض إلى ظلام فلهذا تدرك كافة المخلوقات أهميتها لدورها في منح الحياة للجميع بسخاء وأحسانا للبشر.
المحسنون في هذه الدنيا كثيرون قلوبهم كالشمس بعطاءها حين ترسل أشعتها الدافئة للجميع بمساواة وعدالة دون تمييز ،وتخترق الجدران والأبواب المغلقة دون استئذان أو انتظار بالسماح لها بالدخول هذه الشمس الضخمة بدفئها وجمال نورها الذي يمنح القلوب الحزينة الأمل بجديد قادم مع تغير مسارها من الشرق للغرب كل يوم تؤكد لنا أن الحياة مليئة بالمتغيرات ما بين الكد والعمل وجني ثمار الإنجاز وما بين الإخفاق والإحباط والهم والحزن الذي يملئ بعض القلوب لظروفهم الخاصة تزورهم الشمس وتبادر بالإحسان دون عتب وأجر أو طلب شكر لتنير دروب الأمل بعطاء لا ينضب وتؤكد لهم أن القادم أجمل وأن البسمة الدائمة سترتسم على وجوههم دون تفكير بالمستقبل المجهول بل تدعوهم للتفاؤل بشروق متكرر متجدد مثل شروق شمس الأمل بالحب والعطاء .