رصدت صحيفة بريطانية عملية الدخول السريعة للنساء السعوديات في سوق العمل، واتساع دائرة مشاركتهن في الاقتصاد المحلي للمملكة، وذلك في الوقت الذي بدأن فيه باقتحام مهن وأعمال لم يسبق أن عملن فيها، ليحققن نجاحاً أكبر من الشباب فيها، وينجزن ما لم يتمكن غيرهن من إنجازه.
واستعرضت جريدة "فايننشال تايمز" في تقرير لها كيف أصبحت السيدات السعوديات يلعبن دوراً مهماً ومتنامياً في سوق العمل، ويحققن نجاحاً تلو الآخر يتفوقن فيه على نظرائهم من السيدات الوافدات، أو من الشباب السعودي أيضاً.
وأوردت الصحيفة قصة الآنسة حنان العتيبي، البالغة من العمر 26 عاماً، والتي تدير فريقاً فريداً من نوعه يتكون من 12 فتاة، ويعمل في تحصيل الديون الرديئة والمتعثرة لصالح مصرف سعودي، إلا أن المفاجأة هي في حجم النجاح الذي حققه هذا الفريق النسوي، حيث تفوق بنسبة 70% في عمليات التحصيل مقارنة مع فريق من الشباب الذكور.
وتقول حنان العتيبي إنها تعمل في مكتب مستقل تدير منه أعمالها وفريقها النسوي، على أنها تخطط إلى التوسع قريباً، وتتوقع أن يضم فريقها 50 سيدة مع نهاية العام الحالي 2014.
وقالت العتيبي من مكتبها في الرياض للصحيفة البريطانية إن "النساء أقل غضباً من الرجال وأكثر قدرة على تهدئته"، وتضيف: "لدينا قدرة أكبر على إقناع المدين بأن يقوم بتسديد الأموال دون أن نضطر في أغلب الأحيان لتهديده باللجوء إلى الشرطة".
ووجدت "فايننشال تايمز" في قصة العتيبي مثالاً واضحاً على الدور الذي تلعبه النساء وبسرعة عالية في قطاع الأعمال المتنامي في المملكة.
وتقول الصحيفة إنه خلال السنوات الست الماضية فإن مشاركة النساء في القوة العاملة بالمملكة ارتفعت من 9%، إلى 16%، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في أعداد النساء غير العاملات في السعودية.
ويقول تقرير "فايننشال تايمز" إن الحكومة السعودية متحمسة لاندماج السيدات في العمل بالقطاع الخاص وليس فقط الوظائف الحكومية، من أجل الاستفادة من المهارات والإمكانات التي تتمتع بها المرأة السعودية، خاصة مع ارتفاع نسب التعليم في أوساطهن.
وتؤكد غالبية الأرقام والبيانات الرسمية الإحصائية في السعودية أن النساء يشاركن بصورة متزايدة في سوق العمل، حيث كشفت وزارة الخدمة المدنية السعودية أن 38% من الوظائف الحكومية تستحوذ عليها النساء، في الوقت الذي بلغ فيه عدد العاملين بالمملكة 1.2 مليون موظف وموظفة.