احيانا تكون الكلمة ذات أثر طيب عميق تسعد من يسمعها إذا جاءت بشكر وثناء وإشادة بشخص معين ،وقد تكون ذات أثر سلبي او إيجابي في نفس الإنسان الذي يسمعها أذا كانت تسيء إليه وتجرحه وأن لم تكن موجهة إليه مباشرة وما هو متعارف أن الكلمة مثل الرصاصة إذا خرجت لا تعود إلى مكانها لأنها ستصيب هدفا ما مقصودا أم غير مقصود وقد تسبب جراحا تبقى تنزف ولن تنسى من الذاكرة على طول الزمن وكم من كلمة أنقذت الكثيرين وكم كلمة تسببت بحروب ومجازر عبر التاريخ.
يتعمد البعض تحويل مجالسهم إلى فكاهة وسخرية وضحك ومزاح على أنقاض مصائب الآخرين فبدل التخفيف عليهم مصابهم يزيدون ومن وطأة المصيبة بالسخرية من شخص عابر قد يكون ألقى تحية عليهم وأراد خلق أجواء من المحبة والمودة مع أناس تعرفنا عليهم بظروف معينة ،لكنهم حولوها إلى كلمات ساخرة من منجزاته أو أعماله التي يفتخر به ليس من باب الدعابة بل من باب التقليل من شانه واستفزازه وتجريحه ليرد عليهم بمكيال أقوى أو بصرخة رفض لأفكارهم وآراءهم ،مما لا يضطره لأن يتنازع معهم وقد يتضاربون لتصل إلى مشاكل ومنازعات قد تصل أحيانا إلى الجهات المعنية وقد توصل للسجن أحيانا برفع قضايا ذم وقدح .
الكلمة مسئولة وكل ما يخرج من الفم تأت نابعة من القلب والعقل بقصد او غير قصد المهم في الأمر أن نتلفظ بما يساعد الآخر أو نتكلم بما هو ضروري وما قل ودل ليس للسخرية بل لتعميق المودة والرحمة فيما بيننا ونحفظ خط الرجوع لمن نريد التقرب منهم والحفاظ عليهم كأصدقاء وندماء لنا على طول الدهر ولا نخسره بكلمة نقذها ولا ندري أبعادها وتأثيرها مستقبلا فنداء إمراة في الأندلس بالمعتصم حررها من السجن وبكاء أطفال دفع بالخليفة أن يذبح حصانه ليطعم أسرة فقيرة وآخر استجار به شخص لم يأخذ لاستجارته بالا وتناساه فأين التراحم وأين التسامح وأين دعاة الإنسانية ليتنصروا لمن قصدهم.