تروي الحكايات أن طائر الفينيق طائر أسطوري غير موجود على الأرض جسده الشعراء والأدباء للتعبير عن الحرية المفقودة حتى بتنفس الهواء النظيف الخال من الشوائب والملوثات ،هو طائر يرمز إلى التحدي والقوة والجرأة والحرية المسئولة،يأبى الظلم ويحب الحياة ،وكلما حاوله قتله او حرقه يتجدد من جديد بقوة أكبر وثقة غير منقطعة ويحرص الفينيق الأسطوري على مواجهة الصعاب والإحباط بالإبداع في شتى المجالات يحلق في كافة الأرجاء يطوف في مناطق محظورة ويصل إلى أعالي السماء بإبداعه كي يجد صدى لها رغم حظر التحليق عليه ورغم محاولات إقصائه في كثير من الأمور التي يهتم بها ويعشقها،يحاول أن يصادق الصخور والحجارة الصامتة ويركن إلى البحر فيفضي له بأوجاعه بصمت دون أن يقترب من الأسماك الحرة التي تسبح خالقها بغوص البقاء والوجود في قيعانه.
في حياتنا بشر يعيشون على ظهر البسيطة يحبون الحياة والعمل ويعيشون على الامل بان ياتي اليوم الذي يلتفت لهم الآخرين أناس يعيشون في تحديات كثيرة ويبدعون اناس يواجهون العواصف والطوفان بقوة وثقة يصمدون ويكابرون ولا ينسحبون من وجه الخصم بل يحاولون إعطائه فرصة التصالح معه يقتربون منه يقدمون ما بوسعهم للإذعان لهم دون خنوع وذلك لكن محاولاتهم تبوء بالفشل ولكن لا يتراجعون لأنهم كالفيينيق صامدون يتحدون يقاومون قد ينجحون في تعاطف البعض معهم لكن ليس كل من يراهم يظنون أن بهم هوس التحدي وهوس حب المكان وحب العمل فلا يكترثون لهم ولا ينصفونهم ولا يمنحون فرصة أثبات حسن النوايا ولا المبادرة ولا حتى التعبير عما في خواطرهم .
هو الفينيق وهؤلاء توأمان يتجددون رغم كل شيء حتى على أنفسهم يتفوقون في قوة التحمل والصبر حتى يكون الانبعاث لهم بقوة أكبر ونجاح منقطع النظير رغم التحديات كلها.
الشعوب المضطهدة كثيرة تقاوم الاحتلال والاستعمار كالفينينق تغادر أعشاشها كي تحيى بسلام حرصا على بقاءها وتهاجر تلملم أشلائها في أصقاع الأرض كي يكون لها كيان غير ذلك الحق المنتزع منها ترتحل من أرض إلى ارض وتحط الرحال في أجواء مليئة بالقهر وتصمد وفي النهاية تبقى صابرة رغم الهوان والوجع والآلام ورغم ما كان وما ينتظرها بوجه العدوان.