دعني اقول ما اريد يا صديقي ولا تقمعني بذكوريتك، دعني اخبرك سرا، من هي حواء، هل تعلم من هي المرأة يا صديقي؟ حسنا ، انها نصف الحياة ونصف المجتمع ونصف الرجولة وكل الحب، انها الجمال ،العمل والمغامرة ، انها كتلك النجمات المتلألئة في ليلة شتائية حالكة، انها ذلك الكائن الذي يبث الحياة في الموت، ذلك الكائن الذي يجعل من الارواح كائنات جميلة، كائنات تبتسم بعد عبوس، كائنات تضحك بعدما كانت متجهمة، انها لغة، كلغة الموسيقى تغوص في اعماق الروح ،تحرك الوجدان وتسفز نبضاتنا العاثرة، وتسقي تربة قلوبنا الجافة لينبت زهرا بالوان زاهية يزين انسانيتنا ويغمرها بالدفئ ، انها الثورة والحرية والكرامة والتسامح ، انها الطبيب والدوااء ، انها الشراسة والحنان في الان ذاته، هي الدفئ هي السعادة.. يا صديقي، لو خيرت لاصنع منها شيئ، لصنعت اله يعبد، انها ليست العورة التي يجب ان تخبأ ولا الفتنة التي يجب تحاصر ولا الحرمة التي يجب ان تصان، انها انسان كما الرجل لها ما لها وعليها ما عليها كونها انسان ومواطن، فقط انسان، هي ليست عاطفية بل عاطفتها اكبر من الرجل وعقلها كعقله، ان تلك العاطفة ما يجعلها اكثر قدرة على ترتيب الافكار والتفكير بشكل افضل من اخيها الرجل، وان هذه العاطفة ميزتها لاسباب تتعلق بوليدها فتدرك ما يريد دون ان يتكلم ، هذه عزيزي الرجل ميزة وليست عيبا، فذلك يعطيها ذكاءا عاطفيا اكبر فهي اجتماعيا ستكون ايضا اقوى، لكن لا تحزن، فالمعركة ليست من الافضل ، فكلاهما يعمل ويتعلم كي يجعل من نفسه الافضل والاكفأ والاقدر ،وليست ميزة كونك رجلا ، ولا ميزة كونها انثى، تستطيع هي ان تعمل مثلك في السياسة والاقتصاد وتتعلم مثلك فلا بأس ان تقودك او تقودها ، ان المسألة ليست خاضع ومسيطر ولا حاكم ومحكوم ، ولا فاعل ومفعول به ،بل هي علاقة تشارك فالرأي السليم ينفذ بفض النظر منك ام منها، علاقتك بها علاقة صداقة وانسجام روحي تكملها وتكملك ، علاقة حب وتفهم وصفح، تتعاونا لتنمية اسرتكم ومجتمعكم دون انتقاص لقيمة بعضكما ، لا تغتر كثيرا بقوامتك التي قد لا تتوفر ببعض الرجال لاسباب عديدة ، لا يهم عزيزي الرجل فاسرتك المهم ان تدار منك ومنها بشكل متساو بما يحقق مصلحتيكما ،معركتنا ايضا ليست من يقود، وليست الرجولة ان لا تحترمها او لا تشاورها بل هي العكس تماما ، هذا الحديث- وللحديث بقية طبعا- ليس لاحظى بامرأة يا صديقي بل هو ايمان عميق داخلي ، وعميق جدا بهذا الكائن الانساني الرائع، فلماذا لا ادافع عن حقوقها ، ان قضيتها يا صديقي لا تتعلق بها كونها امرأة فقط، بل هي قضية نهضة وتقدم وحضارة مجتمع باكمله ، هل علمت من هي المرأة ؟ واخيرا ،عليك ان تعلم يا صديقي انه ان نامت امرأة لوحدها ، فتلك خطيئتنا نحن الرجال