اختيار سيدتين من دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن قائمة أهم 20 امرأة في العلوم الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم الإسلامي في التصنيف الذي أجرته مجلة «مسلم ساينس» ومقرها المملكة المتحدة، وهي مجلة متخصصة في العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال في العالم الإسلامي ومن خلال مجلس خبراء دولي عالي المكانة العلمية، يعد شهادة تقدير على تفوق المرأة الإماراتية، ودليلاً على أنها استطاعت أن تقدم نماذج ناجحة في مجالات النبوغ والتفوق العلمي، الأولى هي الدكتورة غادة محمد عامر، نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في الشارقة، وتم اختيارها لما لها من إنتاج علمي رصين في مجال هندسة القوى الكهربية وجهودها البنّاءة في قضايا دعم المرأة العربية والمسلمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، والثانية هي الدكتورة مريم مطر، المتخصصة في الإنسانيات، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للأمراض الجينية، ونائب رئيس مجلس إدارة «دبي العطاء» وإدارة مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر، وتقوم بدور واضح في دعم جهود التنمية المجتمعية.
إن هذا الاختيار هو وسام تقدير لكل امرأة إماراتية، ودليل واضح على امتلاكها المهارات والقدرات التي تمكّنها من تحقيق التفوق في المجالات العلمية والتخصصات النوعية الدقيقة، وهذه حقيقة واقعة، تؤكدها العديد من المؤشرات والإحصاءات، فقد حققت المرأة الإماراتية المركز الأول عالمياً في التحصيل العلمي، وحصلت الإمارات على المركز الأول في تقليص الفجوة بين الجنسين على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً للمؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2013، وحسب المسح الذي أجرت شركة «الماسة كابيتال ليمتد» عام 2013 على الشركات التي تديرها نساء أعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن نسبة الشركات الناجحة المملوكة للسيدات في دولة الإمارات العربية المتحدة أعلى منها في الولايات المتحدة الأميركية. ووفقاً لقائمة مجلة «أرابيان بيزنس» لأقوى 100 سيدة عربية، فإن هناك نسبة 20% من سيدات الأعمال الإماراتيات في عام 2011. وفي العام الماضي تم اختيار الدكتورة شيخة سيف الشامسي لمنصب مدير عام منظمة المرأة العربية.
لقد سبقت المرأة الإماراتية كثيراً من نساء المنطقة والعالم من حيث تحقيقها العديد من المكاسب، مثل إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية، وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والتمتع بخدمات التعليم والرعاية الصحية والمساواة في الأجر والعمل مع الرجل، كما أصبح لها وجودها المؤثر في الحياة السياسية، حيث تشغل اليوم أربعة مقاعد وزارية في مجلس الوزراء، ما يعد من أعلى النسب تمثيلاً على المستوى العربي وتتمثل بثماني عضوات في «المجلس الوطني الاتحادي» في دورته الحالية من بين أعضائه الأربعين، وهي من أعلى النسب على صعيد تمثيل المرأة في المؤسسات البرلمانية.
ومن حق المرأة الإماراتية أن تشعر بالفخر ليس لما حققته من إنجازات ونجاحات خلال السنوات الماضية فقط، وإنما لأنها باتت واثقة أيضاً بأن القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تعمل باستمرار على تفعيل دورها، وتأهيلها بالشكل الذي يجعلها موجودة بفاعلية في مختلف مواقع العمل الوطني، هذا في الوقت الذي تواصل فيه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة «الاتحاد النسائي العام»، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة «المجلس الأعلى للأمومة والطفولة» (أم الإمارات) جهودها ومبادراتها البنّاءة التي تستهدف الارتقاء بقدرات المرأة الإماراتية، وإعدادها بشكل فاعل كي تشارك بدورها المنشود في خدمة المجتمع، حتى أصبحت دولة الإمارات نموذجاً ناجحاً في تمكين المرأة والنهوض بأوضاعها في المجالات كافة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية