الحمل خارج الرحم من الحالات التي تحدث لبعض السيدات، وتكون له نتائج خطيرة على صحة الأم تدفعها للتخلص منه، لأنه إذا استمر قد يؤدي نمو البويضة المخصبة إلى انفجار قناة فالوب ويترتب عليه نزيف شديد يهدد حياة المرأة الحامل. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم، وجود مشكلة ما في قناة فالوب. وهذه المشكلة تمنع البويضة المخصبة من المرور عبر القناة إلى الرحم، مما يؤدي إلى زرع البويضة داخل القناة، فيحدث الحمل خارج الرحم.
وقد كشفت أبحاث طبية أجريت حول الحمل خارج الرحم، أن نحو 50 بالمئة من السيدات يتعرضن لحدوثه بسبب إصابتهن بالتهابات في الحوض، حيث يتسبب هذا النوع من الالتهابات في تحطيم وظيفة الأهداب المبطنة لقنوات فالوب والتي من شأنها أن تؤدي دورا هاما في دفع البويضة المخصبة من داخل الأنبوب إلى الرحم.
ووجد الباحثون أن نسبة التعرض للحمل خارج الرحم قد تصل إلى 60 بالمئة بسبب إجراء العمليات التي تسبب انسدادا أو ضيقا في قناة فالوب، وكذلك بسبب استخدام موانع الحمل التي تفرز هرمون البروجسترون الذي يسبب ارتخاء العضلات الموجودة في قنوات فالوب، ويؤدي بشكل طبيعي إلى تقليل الحركات الدموية للأنبوب ويعمل على حدوث بطء في مرور البويضة المخصبة داخل قناة فالوب قبل وصولها إلى الرحم، وبالتالي انغراسها في القناة ومن ثَمَّ حدوث الحمل خارج الرحم.
كما أشار الباحثون إلى أن النساء بين عمر 35 و40 عاما هن أكثر عرضة للإصابة بالحمل خارج الرحم، بالإضافة إلى السيدات المدخنات.
ويقول د. محمود سالم، أستاذ النساء والتوليد بكلية الطب في جامعة القاهرة، “الحمل خارج الرحم يعد من أخطر ما يمكن أن تتعرض له النساء، لذلك يجب أن تكون المرأة الحامل على دراية كافية بأهم أعراضه لتجنب مخاطره، وهو عبارة عن وجود بويضة الجنين في أحد الأنابيب الموصلة إلى قناة فالوب وليس في الرحم الذي يعد المكان الطبيعي للحمل”.
وأشار إلى أن أعراضه تتمثل في انقطاع الدورة الشهرية وألم على جانبي الحوض تختلف شدته مع مرور الوقت ونزيف مهبلي وألم حاد أسفل البطن ورغبة شديدة في النوم. وهي تعتبر نفس أعراض الحمل الطبيعية، لذلك يعتمد تشخيص الحمل خارج الرحم على إجراء فحص بالموجات الصوتية على الرحم يظهره فارغا ويظهر الحمل بالأنابيب، كما يعتمد أيضا على إجراء اختبار حمل رقمي، لأن الحمل الطبيعي الذي يكون داخل الرحم يتضاعف الرقم فيه كل 48 ساعة، فإذا كان الرقم أكبر أو أصغر يبدأ الشك في حدوث الحمل خارج الرحم.
ونصح الدكتور سالم المرأة بالاهتمام بالمتابعة الدورية أثناء فترة الحمل خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى لتجنب الإصابة بمثل هذه الحالة التي تشكل خطرا على حياتها وتؤثر على حملها.
ويلفت سالم إلى أنه من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم إجراء عمليات جراحية سابقة أو وجود التصاقات بالحوض نتج عنها ضيق في الأنابيب، حيث ترتفع نسبة حدوثه في حالات خضوع السيدات للحقن المجهري، بسبب عدد البويضات وارتفاع مستوى الهرمونات في الدم وإصابة المرأة بمرض بطانة الرحم المهاجرة.
وكشف أنه في حالة حدوث الحمل خارج الرحم يتم التدخل الجراحي من خلال فتح البطن وذلك عند حدوث انفجار شديد في الأنبوب. أما في الحالات التي تكتشف مبكرا فيتم إعطاء المرأة الحامل العلاج الدوائي الذي ينبغي لها أن تمتثل له.
وقال إن من ضمن المضاعفات التي قد تتعرض لها المرأة جراء الحمل خارج الرحم الإصابة بالعقم وانفجار الحمل خارج الرحم، وهو ما قد يؤدي إلى نزيف داخلي. وقد تُصاب السيدات أثناء الحمل خارج الرحم بهبوط حاد في الدورة الدموية، لذلك ينصح سالم المرأة الحامل بالذهاب إلى الطبيب على الفور عند ملاحظتها نزول نقط دم في بداية حدوث الحمل، لتجنب حدوثه خارج الرحم ومتابعة ذلك مع الطبيب المختص خلال الأشهر الأولى من الحمل.
هذا ويؤكد د. عمرو حسن، استشاري أمراض النساء والتوليد بمستشفى قصر العيني، أنه لا يمكن أن يستمر الحمل خارج الرحم لفترة طويلة بأي شكل من الأشكال ويجب التخلص منه لإنقاذ حياة المرأة، لأن هناك الكثير من المخاطر التي تنتظرها حال احتفاظها به ، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، لذلك تحتاج هذه الحالة إلى تدخل جراحي عاجل دون فقدان كميات كبيرة من الدم، لافتا إلى أنه لا توجد أي أدلة تشير إلى أن العلاج بالإجهاض الطبي من شأنه أن يؤدي إلى مضاعفات غير عادية للمرأة التي تعاني من الحمل خارج الرحم.
وأشار حسن إلى أن طرق الوقاية تتمثل في الإقلاع عن التدخين والحماية من الإصابة بالتهابات الحوض، لأن الالتهاب هو السبب الرئيسي للإصابة بالحمل خارج الرحم وهو عادة ما ينتقل جسديا مثل السيلان الذي يبدأ في المهبل وينتشر في الأعضاء التناسلية على مستوى أكبر.
ويمكن تفادي ذلك من خلال استخدام الواقي الذكري، وإجراء الفحوصات الطبية بصورة منتظمة لتجنب الإصابة به.