يعكس خاتم الزواج للكثير من الأزواج والمحيطين بهم مدى الترابط العاطفي ومتانة العلاقة الزوجية واستمراريتها، لذلك يحرص كل من الشريكين على ارتدائه، لكن هناك من يرفض هذه العادة ويخلع الخاتم لوجود أسباب وحجج مختلفة، مما يؤدي إلى نشوب العديد من الخلافات والمشكلات الزوجية، وقد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى انتهاء العلاقة بين الطرفين والطلاق.
وكشفت إحصائية بريطانية أن 1 بالمئة من حالات الطلاق في العالم تحدث نتيجة عدم وضع أحد الزوجين لخاتم الزواج في إصبعه، والتخلي عنه بسبب وجود بعض الأسباب والحجج التي يفتعلها هذا الشخص، وأن أكثر من 5 بالمئة من المشاجرات التي تحدث بين الأزواج تفتعل نتيجة هذا السبب أيضا.
ووجدت الإحصائية أن نسبة الرجال الذين يرفضون ارتداء الخاتم في فرنسا تصل إلى 50 بالمئة وتنخفض في بريطانيا إلى 29 بالمئة. أما في الوطن العربي فأثبتت الدراسات أن 20 بالمئة من الأزواج المصريين يرفضون وضع خاتم الخطوبة في إصبعهم. في المقابل يرى 6 بالمئة من الزوجات أنه لا ضرورة لوضع خاتم الزواج من الأساس.
وأوضح الباحثون أن بعض الرجال يتحججون بأنهم نسوا وضع الخاتم أو أنه يسبب لهم الحساسية أو ربما لكونه ضيقا، فيما يفضل بعض الرجال استخدام أشياء أخرى للتعبير عن إخلاصهم لزوجاتهم، كل هذه أسباب وحجج يلجأ إليها الرجال لكنها لا تقنع غالبية النساء، مما يؤدي إلى افتعال المشكلات التي تنتج عن عدم ارتداء خاتم الزواج.
وأظهرت دراسة سابقة أن خمس المتزوجين البريطانيين من الشباب يخلعون خاتم الزواج، قبل الخروج مع الأصدقاء والصديقات. وقالت إن المتزوجين البريطانيين من الرجال والنساء هم أكثر إقداماً على وضع خاتم الزواج من الأجيال السابقة، لكن المتزوجين منهم دون سن 40 عاما هم الأكثر إقداما على خلعه عند الخروج مع الأصدقاء.
وأوضحت أن الأسباب الأكثر شيوعاً لخلع خاتم الزواج هي شعور المتزوجين بأنهم سيحصلون على المزيد من الاهتمام من الجنس الآخر بدونه، وأن الخاتم غير مريح، وأنهم يهدفون من وراء ذلك إلى إثارة الاهتمام بعد خلافهم مع نصفهم الآخر.
وكشفت نتائج الدراسة أن واحداً من كل ثمانية متزوجين من الجنسين اعترف بأن خاتم الزواج يجعل الآخرين يحكمون عليه، بينما أقرّ 30 بالمئة بأن خلع خاتم الزواج يتعلق بعملهم لأن ذلك يمنحهم فرصاً أكبر لتحقيق مكاسب لشركاتهم.
كما أشارت إلى أن الرجال هم أكثر احتمالاً لخلع خاتم الزواج عند الخروج في مناسبات اجتماعية، في حين تلجأ النساء إلى خلعه بعد شجار مع أزواجهن.
وأضافت أن أكثر من 80 بالمئة من الرجال المشاركين في الدراسة ضبطتهم زوجاتهم بعد خلع خاتم الزواج، وتمكن نصفهم فقط من الإفلات من المضاعفات من خلال تقديم ذرائع واهية.
وبينت أن المتزوجين الشباب يعتبرون وضع خاتم الزواج جزءاً هاماً من الالتزامات الزوجية، في حين ترى 28 بالمئة من المتزوجات أن خلع رجالهن لخاتم الزواج يمثل قلة احترام لهن ويثير شكوكهن.
وعن الأسباب التي تدفع الرجل إلى التخلي عن خاتم الزواج، تقول الدكتورة شيماء عرفة، أخصائية الطب النفسي في مصر “الرجل بطبعه يحب أن يكون حرا طليقا لا يقيده شيء مهما كان مقدار حبه لزوجته أو خطيبته وتقديره لها، فهو دائما يرغب في الشعور بأنه متحرر من المسؤوليات التي تقيده”.
وأشارت إلى أن هذا هو السبب الرئيسي وراء تخلي أغلب الرجال عن خاتم الزواج، كما أن هناك نوعا آخر من الرجال الذين لديهم مشكلة نفسية، فهو يحاول دائما أن يحظى باهتمام المحيطين به من الفتيات، لذلك يتعمد خلع خاتم الزواج متحججا لزوجته ببعض الأسباب غير المقنعة.
ولفتت إلى أن هذا الرجل يعاني من مشكلة نفسية، فهو يريد أن يرى أنه لا يزال مطلوبا وما زالت الفتيات تتهافت عليه من أجل الارتباط به، حتى وهو متزوج، مشيرة إلى أن هناك نوعا آخر من الرجال الذين يرتدون خاتم الزواج وهم ليسوا على علاقة عاطفية، ولكن من أجل إبعاد النظر واهتمام الفتيات بهم في حالة عدم مبادلتهن الشعور نفسه، وهذا النوع في الأغلب قد يكون تعرض لصدمة عاطفية من خلال قصة حب فاشلة، لذلك يكره الارتباط ويصر على ارتداء خاتم الزواج من أجل عدم الارتباط بأخرى، مؤكدة أن خاتم الزواج لا يزال يسبب جدلا ومصدرا للخلاف بين الأزواج.
فيما توضح هبة سامي، أخصائية التطوير النفسي والاجتماعي، أنه على الرغم من وجود العديد من الشكوك التي تلاحق الزوج الذي يتخلى عن خاتم الزوجة، إلا أنه على المرأة أن تحسن الظن بزوجها، وأن تدعم عامل الثقة بينها وبينه، فقد يكون هناك بعض الأسباب الفعلية لعدم ارتداء الخاتم تتمثل في إصابته بحساسية من ارتداء الذهب أو الفضة أو عمله الذي يعتمد على استخدام يده.
ونصحت الزوجة بمساعدة زوجها على ارتدائه من خلال إشعاره بمدى سعادتها عندما ترى الخاتم في إصبعه وأنه يشعرها بمدى الترابط بينهما، وأنه دليل على المشاعر الجياشة التي يكنها لها، مشيرة إلى أن أغلب السيدات يشعرن بالراحة النفسية والسعادة الزوجية عندما يرين خاتم الزواج في إصبع أزواجهن.
ونبهت سامي إلى أن الرجل الوسيم هو الذي يتخلى عن خاتم الزواج للإيقاع بالنساء، فهو لا يقتنع بأن زوجته هي التي تشكل علاقته العاطفية النهائية، بل يتجه لإقامة المزيد من العلاقات العاطفية بعيدا عن نطاق الزواج.