تعد مشاركة المرأة في جميع ميادين الحياة جنباً الى الجنب مع الرجل، عاملا رئيسيا يزيد من انتاجية المجتمع بشكل عام، ويرفع مستوى المعيشه بشكل خاص للاسرة الواحدة، وبالاضافه الى أن عمل المراة يرفع من تقدم المجتمع وتطوره، وينقله الى عصور التطور ويبعده عن التخلف الذي مازال وللأسف يسود معظم مجتمعاتنا العربية، فأن العمل يصنع كيان للمراة ، ويزيد من نسبة رضاها عن نفسها، ويزيد من اقبالها على الحياة بايجابية لشعورها بانها هي عالم متكامل يمكنها الوقوف والتطور لوحدها في بداية الطريق ، ومساندة من زوجها وعائلتها عند الزواج، وبالتالي يمكنهما النهوض سويةً بهذا الارتباط الابدي والنجاح به، والتوقف عن النظر
الى المراة بانها لاتنفع سواء أن تكون ربة اسرة، وجدت لتخدم بيتها، زوجها واولادها.
سعادة في الزواج
أثبتت دراسة أمريكية نشرت في مجلة «علم النفس»، أن المرأة العاملة تكون أكثر سعادة مع زوجها حتى وإن كانت أعباء العمل ثقيلة، مقارنة بالنساء غير العاملات.
ولاحظت الدراسة التي شملت 169 من الأزواج والزوجات واستمرت على مدار أربع سنوات، والتي تم فيها قياس مدى الرضا الزوجي للمرأة العاملة ولزوجها، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة عمل كل زوجة وإذا كان لديها أطفال أم لا، حيث أكدت النتائج أن حجم العمل وثقل مهام الزوجة كانت سبباً من أسباب سعادتها الزوجية.
وفسر الباحثون القائمون على الدراسة هذه النتائج بأن المرأة الأكثر انشغالاً في عملها تشعر إلى حد ما بالرضا والنجاح في عملها، مما يجعلها أفضل في حياتها الزوجية أيضاً، فبرغم كثرة المسؤوليات العملية وتزاحم الحياة العملية فإن احترام الذات يجعل الزوجة أكثر رضاء عن نفسها وبالتالي تستطيع أن تعطي لبيتها وزوجها الكثير نتيجة لهذا الرضا النفسي.
هذا، وقد أشارت الدراسة إلى تعاون الأزواج محل الدراسة مع زوجاتهم في أداء الأعمال المنزلية الأمر الذي يؤكد نجاح الزوجة في اخضاع الرجل إلى التعاون داخل البيت، فتشعر الزوجة بمزيد من الديناميكية في حياتها الزوجية كما يشعرها الأمر ذاته بالمساواة مع زوجها الأمر الذي يزيد معدلات السعادة الزوجية بين الطرفين.
ويؤكد الباحثون أن غياب الزوجة مزيداً من الوقت خارج المنزل يزيد الود بينها وبين زوجها استناداً للحكمة الشهيرة «الغياب يزيد القلب اشتعالاً»، وبالتالي فغياب الزوجة يؤجج الشوق في قلب الزوج أكثر من الأزواج الذين يرون زوجاتهم أمامهم باستمرار.
الاكثر ذكاء
تقول نانسي محمد أن المراة العاملة هي المراة الاكثر ذكاء بنظرها، وذلك يعود الى خروجها بشكل يومي من البيت ومشاهدتها لأحداث اكثر على مدار اليوم الواحد مما يغذي فكرها باستمرار ويبعدها عن محدودية الفكر وتوقف انشغالها بامور البيت والعائلة وتوسيع نطاق التفكير لديها وايضا نتيجة اختلاطها بشخصيات مختلفة في العمل يحملون ثقافات متنوعه ومختلفون في مستوى العلم والدراسه.
المراة الاجتماعية
«الاكثر أقبال على الحياة» هذا ما اخبرتتني به مها احمد أن المراة العاملة لها القدرة على التفاعل والاندماج بالاجواء والاوضاع المختلفة اكثر من المراة الغير عاملة ويعود ذلك الى أنه العمل يصقل شخصية المراة ويجعلها عنصر فعال أكثر في المجتمع وبالتالي يمكنها الحديث بحرية اكثر في مختلف المواضيع والامور واكدت على ذلك صديقتها امال المعتصم بأنها تلاحظ ذلك الاختلاف بينها وبين صديقتها مها مع العلم بأنه امال هي ربة اسرة فتضيف انهما صديقتان منذ عشرين عاما لكنها الآن تلاحظ الاختلافات الكثيره اذ مها اكثر حزماً وتنظيماً منها وقادره اكثر على ضبط زمام الامور.
تنظيم الوقت
شذى يعقوب وهي موظفة في احدى البنوك تقول أن اهمية الوقت هو ما يميزالمراة العاملة عن غيرها فبالنسبة لها لامجال لتضيع الوقت دون فائدة وأنها دائما تضع خطة لليوم حتى تتمكن من القيام بجميع واجباتها اتجاه اسرتها وبيتها على اكمل وجه وبدون تقصير بينما ربة الاسرة لديها الوقت الاطول لاتمام اعمالها المنزلية والاسرية.
رأي علم الاجتماع
تقول الاخصائية الاجتماعية رندة روحي أنه قبل أن تقرري العمل ضعي شريك حياتك في الصورة؛ ليأخذ هذا القرار معك على ضوء حالتكما الاجتماعية كما يجب أن تنظمي أوقاتك بين العمل والبيت، واستغلي كل ساعة فراغ؛ لتحدثي هذا التوازن، وحاولي قبل أن تصلي إلى مرحلة التعب خذي إجازة ولو يومًا، فهذا يساعدك على تفريغ شحناتك السلبية.
وكما مطلوب منك أن تضعي حدودًا لزملاء العمل بكل الأحوال؛ حتى لا يحسب خروجك للعمل وقتًا للانطلاق فقط، أنت من بيدك تدريب الجيل الجديد من الأولاد على حقك في العمل، فلا يرون خروجك إليه أمرًا غير عادي، لا تكترثي بقصص الحياة السلبية، فالحياة مليئة بالنجاح والفشل أيضًا، وخلال السنوات العشر الماضية برزت في مجتمعات عدة من العالم موجة من الدعم والتأييد لعمل المرأة، ونيل حقوقها في الوظيفة كالرجل، لكن حدة الموجة، بدأت تقل وتخف بعد أن أجرت ملايين النساء مقارنات بين إيجابيات وسلبيات الوظيفة، والعمل كربات بيوت في منازلهن للاعتناء بالمنزل والزوج والأولاد، واكتشفت كتير من النساء أن العمل هو احدى اسلاحتهن القوية من أجل أن تحافظ على وجودها وتفاعلها في الحياة.