لا شك أنه عندما تعرفين أنك نمتِ إلى جوار شخص كذاب معتلٍّ اجتماعياً، ستصابين بضيق النفَس.
قبل اتخاذ أي قرار متهور، اجمعي الحقائق كلها وواجهي زوجك بها. سترَيْن أنه يستمر في الكذب؛ وسيحاول إثبات عدم صحة ذلك، لكنك أصبحت تعلمين أن الأوان قد فات.
سوف تبكين بشدة وقد ترتمين على الأرض، حتى إنك سوف تعتذرين له على عدم ثقتك به، إذ إنه حتى ساعة واحدة خلت كان ما زال حب حياتكِ.
نشرت النسخة الألمانية من "هافينغتون بوست"، بعض النصائح التي يجب عليكِ فعلها عقب معرفتك بكذب زوجكِ، بجانب الخطوات التي قد يأخذها الزوج بعد اندلاع المشكلة:
سوف يحاول عزلك
سيقول لك إن المرأة التي أرسلَتْ إليكِ الرسالة "مريضةٌ نفسية لعينة"، ويخبركِ بمدى حبه لك. سوف يناديك بـ"حبيبتي" ويخبرك أنه موجود بجانبك، مهما كانت الظروف. سوف يحاول عزلك وأنتِ تعلمين ذلك؛ لكنكِ لِلَحظةٍ واحدة ستشعرين بالأمان.
ستسأل هذه المرأة إن كان يمكنكما التحدث على الهاتف ولن تجيبيها، بينما تقولين في نفسك "لعلها مريضة نفسية، أو لعلّني أُخرِبُ بيتي بنفسي". وهو يريد منكِ أن تفكري هذا التفكير بالضبط.
وحبذا لو أرسلتِ لزوجك رسالةً تكتبين فيها "لقد ألغيت خططنا هذه الليلة". قد لا يجيب عن ذلك؛ لأنه يعلم مسبقاً ما سيحدث. لقد فعل نفس الأمر مرات عدة.
ارفعي السماعة واتصلي بها! وكوني على استعداد للاستماع إلى الحقيقة. ستكون لطيفة جداً، وشبيهة بكِ للغاية. ستكون حزينةً وترغب في عناقٍ؛ لأن كليكما هي المرأة الأخرى في هذا التوقيت.
ستكونين ممتنة لتواصلها معكِ، وسترغبين في طرح مليون سؤال، إلا أنكِ لن تنطقي بكلمة غير محسوبة تخوفاً من التوابع. وستسرعين في إنهاء المكالمة؛ لأنك قد استمعتِ لما فيه الكفاية.
ستشعرين بالغباء
سوف تبكين من جديد. وستشعرين بالوحدة والغباء. ولَسوف تنشق الأرضُ من تحت قدميك، وعندها ستعلمين ما يجب عليك فعله.
تهيئي للأسوأ. والآن، بما أنكِ تعلمين أنك كنت على علاقة بشخص مُعتل اجتماعياً، فسيكون من الصعب التنبؤ بما قد تكون خطوته التالية.
جهزي الحقيبة الليلية. وكوني شاكرةً للأصدقاء الذين سيستضيفونك الليلة. ارتدي حذاءك وانتظري حتى تسمعي صوت الباب وهو يُفتَح. استعدي للدقائق الخمس التالية، إذ إنها ستكون أسرع ما في اليوم.
سوف يُظهر لكِ الحُبَّ الذي اعتاد أن يظهره لكِ من قبل، سيبدو مرتبكاً، ويحاول الجلوس بجانبك، ثم ينتظر منكِ أن تبدئي أنتِ الحديث.
وقبل أن تتكلمي، تذكري: ألَّا تتوقعي أيَّ ردّ فعل منه. فهو لن يتركك تذهبين بسلام، كما أنه لن يُنهِ الأمر ببساطة. ولن يمكنك أن تعثري على ذلك عنده، بل يجب عليك أنتِ أن تجديه بداخلك. ربما لن يُحسَم الجدالُ في تلك الليلة، لكن لا بأس؛ أما أنتِ فعليكِ أن تتجاوزي الدقائق الخمس التالية بسلام.
لن يصرخ في وجهك، لكنه سيكون غاضباً
ستخبرينه أن كل شيء قد انتهى، وسيردّ بقوله "علمت أن هذا سيحدث". وطبيعيٌّ أن يعلم بذلك، لن يصرخ في وجهك، لكنه سيكون غاضباً، سينظر إليك ويعتبركِ لئيمة وساذجة، ويعتبرك "مريضة نفسية لعينة" مثل كل النساء الأخريات اللائي عرفن حقيقته.
سيلعب عليكِ دورَ الضحية، فيلقي ببعض مقتنياته باتجاه الباب ويخبرك أنه سوف يقضي الليلة نائماً في السيارة. وسيكذب عليك محاولاً إخراجك عن رَزَانتك ووقارك. لتصرخي في وجهه وأنتِ متجهة إلى منزلكِ الخاص، قائلة "أنت حقاً شخص مريض وبحاجة إلى المساعدة". لن يحاول إرضاءك، ليس بوسعه إصلاح ما أفسده.
ستبكين من جديد بينما يتداعى الأمرُ من حولك، اتصلي بأعز صديقاتك مرة أخرى، لتتذكري أنكِ ما زلتِ حيةً. ثم تناولي بعض الحبوب المنوِّمة ثم اخلدي إلى السرير، ولا تلوي على شيء.
استيقظي وتذكري ما حدث. اقضِيْ اليومَ كلَّه في تذكر كل اللحظات التي مرت عليكِ في الفترة السابقة، واعلمي أن شيئاً منها لم يكن حقيقياً البتة.
لستِ غبيةً ولا ضعيفةً لأنك صدقتِه
ستدركين أن هناك الكثير من النساء اللاتي سبقنكِ واستمر الأمر لوقت أطول. فعلى الأقل هناك امرأتان أخريَان حدث معهما الأمر نفسه خلال علاقتهما به.
اكرهيه بالأصالة عن نفسك، وبالنيابة عن كل مَن آذاهن. وتصوريه رجلاً بائساً ينام وحيداً على قارعة الطريق، واضحكي.
ابقيْ في المنزل واغسلي ملابسك، اطلبي من عاملة التنظيف أن "تنظف كل الوسَخ اللعين الموجود على الأسطح"، وتتبعي وراءها كل الأماكن وفتشي عن الآثار التي خلّفها هذا الرجل.
لا تكترثي لشيء، وشاهدي التلفاز، واطبخي أشهى الأكلات، واستوطني مكانك المفضل. تذكري حبك لبيتك.
لكن عليكِ أن تتذكري أيضاً حبكِ له. فقد أحببتِه حباً جماً، على الرغم من أن حبه لم يكن حقيقياً. لقد تحمل كلٌّ منكما الآخرَ، عندما كنتِ تبكين على الحياة، كما كان بوسعك التصرف على طبيعتك وسجيّتك.
لقد كنت تفتقدينه، عندما لم يكن موجوداً بجانبك، وكنت تطبخين له عند وجوده، كنت تودين قضاء كل دقيقة معه، وكنتِ تفعلين ذلك بقدر الإمكان. اعتقدتِ أن الأمر سيظل على هيئته، وتصورتِ حياتكما معاً إلى الأبد، ولكن لا بأس.
وبما أن هذه هي طبيعة الحال عند العيش مع شخص معتلٍّ اجتماعياً، فإن الصورة التي رسمها لكِ تمثل كلَّ ما كنتِ تتمنينه، ولهذا السبب فإن الأمر سار على ما يرام.
كوني شاكرةً لِلَحظةِ السعادة التي شعرتِ بها، وللرغبة التي تمنيت فيها أن يتوقف الوقت، وكوني شاكرةً لقدرتك على الابتعاد عن هذا الأسَى سريعاً. لقد وثقت بذاتك أكثر مما وثقت بهذا الرجل، أو بأي شخص آخر، ولذلك أنت تعلمين أن كل شيء سيصبح بخير.