والنقود المعنية هنا هي العملات الإسلامية القديمة، أما النساء فالمراد بهن النساء المسلمات اللاتي حكمن في بعض بلاد المسلمين وسكت النقود بأسمائهن.
وفي الكويت يوجد متحف خاص بالنقود الإسلامية ضمن (مركز الكويت العالمي التخصصي للدراسات والاستشارات للمسكوكات والنقود الإسلامية)، يضم مجموعة من العملات النقدية التي كانت متداولة عند المسلمين سواء النقود الساسانية والبيزنطية أو العربية التي ضربت فيما بعد أثناء حكم الدولة الإسلامية.
ما يهمنا في هذا المتحف هو ما يحتوي عليه من النقود التي تحمل أسماء نساء ينتمين إلى الدولة الإسلامية، بعضهن حكمن لمدد مختلفة وبعضهن كن مجرد زوجات حكام، وذلك مثل القطع النقدية التي وجد عليها اسم زبيدة زوجة هارون الرشيد، فقد وجد درهم نادر من الفضة نقش على أحد وجهيه (لا إله إلا الله وحده) وفي طرفه عبارة (بسم الله ضرب هذا الدرهم بجزيرة الداغستان سنة ثلث وثمنين ومئة)، وعلى الوجه الآخر (أمر السيدة أم ولي العهد أبقاها الله غاية) وفي طرفه (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم). كما وجد درهم فضي آخر يعود أيضا لزبيدة منقوش على أحد وجهيه بالخط الكوفي (ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما في صدورهم من غل) ومدون في طرفه (بسم الله ضرب هذا الدرهم بالحدائق ذات بهجة سنة خمس وثمنين ومئة) ونقش على الوجه الآخر (إخوانا على سرر متقابلين لايمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين) وفي طرفه (مما أمر به أم ولي عهد المسلمين).
وفي مصر وجد دينار من الذهب يعود لشجرة الدر، التي حكمت مصر في القرن السابع الهجري وكانت تلقب نفسها المستعصمية الصالحية، ولاء للخليفة العباسي المستعصم ونسبة إلى زوجها الملك الصالح. وقد دون على أحد وجهي الدينار (بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينار بالقاهرة سنة ثمان وأربعين وستمائة) وعلى وجهه الآخر، نقشت ألقاب شجرة الدر (المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة الملك المنصور).
كذلك وجد دينار ذهب مؤرخ عليه مكان وزمان ضربه عام 677هـ في مدينة كرمان، منقوش عليه (الحمد لله لا إله إلا الله محمد رسول الله، عصمة الدنيا والدين قتلغ تركان)، وقتلغ تركان حكمت البلاد مدة 26 عاما بعد وفاة زوجها قطب الدين.
كما عثر على نقود في العراق من القرن الثامن الهجري، منقوش على أحد وجهيها اسم السلطانة ساني بك الملقبة بالسلطان العادل، التي تولت الحكم بعد وفاة أخيها السلطان أبي سعيد، ونقش على الوجه الآخر (السلطان العادل ساني بك خان خلد الله ملكه). أيضا وجدت دنانير ذهبية تحمل اسم (صفية الدين تاج العالم) التي حكمت إقليم آجه شمال غرب سومطرة في القرن الحادي عشر الهجري، كما وجدت دنانير أخرى عليها اسم (تقية الدين نور العالم) وهي أخت صفية وقد خلفتها في الحكم.
وهناك أسماء كثيرة غير ما ذكرت، تبين لنا وضع المرأة الاجتماعي في البلاد الإسلامية خلال القرون الماضية، وكيف أنه كان مقبولا اجتماعيا أن تتولى امرأة الحكم وأن تضرب النقود باسمها وأن يدين لها الناس بالولاء والطاعة.