أدت صعوبة الظروف المعيشية وضيق الحالة المادية إلى تغير العديد من مفاهيم وأساسيات الحياة الزوجية، فبعض الأزواج يعملون في مهن لا تلتزم بساعات محددة للعمل، والبعض الآخر يعمل في أكثر من مهنة من أجل توفير احتياجات أسرته، وهو ما يجعله يقضي أغلب وقته خارج المنزل وبعيدا عن الأسرة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على الزوجة، لأنها تشعر بكثرة المسؤوليات عليها سواء الخاصة بالمنزل أو الأبناء، وهو الأمر الذي يرهقها كثيرا ويشعرها بعدم الاهتمام من قبل زوجها، وقد يؤدي إلى خلق العديد من المشاكل والخلافات الزوجية بسبب هذا الإهمال وفقدان الأسرة إلى دور الأب المتمثل في المشاركة في تربية الأبناء والتواجد الفعال داخل الأسرة ومع زوجته لخلق نوع من التفاهم والتكامل في العلاقة الزوجية.
وكشفت دراسة أسترالية حديثة، أن الرجال الذين يقضون ساعات طويلة خارج المنزل من أجل العمل يتسببون في شعور زوجاتهم بالتوتر والقلق والضغط الدائم، مؤكدة أنه لا توجد مقارنة بين الرجال والنساء في ذلك، لأن النساء اللاتي يعملن لساعات طويلة في المقابل لا يؤثرن بنفس الدرجة على أزواجهن.
واعتمد الباحثون في الدراسة على استطلاع حول عينة من الأسر التي يعمل فيها الرجل أو المرأة لساعات طويلة ومعرفة التأثيرات الاجتماعية لغيابهما على الأسرة، ووجد الباحثون أن حوالي ربع الأسر المشاركة في الاستطلاع كان الرجل فيها هو العائل الوحيد للأسرة، وحوالي ربع الأسر كان فيها الأب والأم يعملان بدوام كامل، وأقل من نصف الأسر كانت الزوجة فيها بدوام جزئي، والأب يعمل بدوام كامل، بينما كان 4 من كل 10 آباء يعملون أكثر من 50 ساعة في الأسبوع، وأثبت الباحثون أن 70 بالمئة من النساء و62 بالمئة من الرجال شعروا بالضغط دائما، وكانت زوجات الرجال الذين يعملون لمدة 50 ساعة أكثر شعورا بالضغوط.
ودحضت نتائج هذه الدراسة ما أكدته دراسة أميركية سابقة حيث قالت إن مفتاح السعادة الزوجية هو قضاء قليل من الوقت بين الزوجين.
وأظهرت الدراسة أن الزوج الذي يريد أن تعيش زوجته حياة أفضل، عليه أن يقضي أكثر من 50 ساعة عمل أسبوعياً. وشملت الدراسة حوالي 4 آلاف زوج وزوجة في منتصف العمر خلال الفترة الممتدة بين عامي 1979 و2004، وأوضحت أن زوجات الرجال الذين يعملون أكثر هن الأكثر سعادة من غيرهن، ولديهن الوقت الكافي للاهتمام بصحتهن.