بداية لست مع من يؤمنون بأن للحب عيد ،فالحب يتولد بالقلب بقدرة الله سبحانه هو الذي يقذف بقلوبنا حب إنسان آخر أو شيء ما لأجله وأجل الخير لنا كي نحظى برضاه سبحانه ،فلا يكون الحب حبا إلا إذا اختلطت خلايا المحبين يبعضها البعض ، حتى تجدهم يشعرون بما يحب محبوب كل منهم وبما يكره، وحتى لا يكون كلامي غير مفهوم إليكم أرقى نماذج الحب لأفسر لكم ما أعني عن أروع قصة حب عرفتها الإنسانية بين سيد الخلق وزوجه سيدتنا خديجة عليها السلام .
أيها الأحباب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (أول أمره. أي قبل أن يبعث أحب شيء إليه الخلوة فكان يتزود لذلك ويخلو في تفكره وعبادته في غار حراء الليالي ذوات العدد قبل أن يبعث رسولا للناس ، وبالتأكيد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها هي من تعد له ما يلزم الزاد والزواد لخلوته. أتعلمون لماذا لأن خلاياها كلها التحمت بخلاياه صلى الله عليه وسلم فكانت تعرف ما يحبه دون أن ينبس ببنت شفة. وكانت تقول له :"أكره فراقك، ولكني أفعل ما تحب )،ما أروع هذا الحب -أرجو أن تكونوا تصورتم معي تلك الدرجة من الرقي التي وصلت إليها أمنا خديجة رضي الله عنها،فهي تضحي تضحية يصعب على الكثيرات مثلها لأنها من أكمل نساء الأرض. يا له من شعور يراودني فأود لو أدخله إلى قلوب أحبتي كلهم جميعا دون استثناء. عله يصير سلوكا يسلكه الموفقون من المحبين لأنه سلوك لا أخاله إلا أنه آخذ بيد من يسلكه إلى مقام أمين هناك في العالم الآخر الذي لا ينتهي أبداً.
فيا الله وفقني وأحبتي أن نعيش هذا النوع من الحب غير المشروط. حب في الله ولله وبصدق مع النفس والإله وأمنياتي للجميع بحب صادق لله في الله مع من يحب .