تضيع الكلمات وتتبعثر المعاني عند الحديث عن السيدة مية الجريبي الامينة العامة السابقة للحزب الجمهوري هذه اللبوة التونسية التي كتب تاريخها بأحرف من ذهب وشهد لها القاصي والداني بحسها الوطني ونضالها السياسي ولدت الامينة العامة السابقة للحزب الجمهوري في 29 جانفي 1960 ببوعرادة التابعة لولاية سليانة شمال غرب تونس درست علوم بكلية صفاقس كانت ناشطة جدا في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس وعضوا بارزا في العديد من منظمات المجتمع المدني منها مجموعة دراسة حول وضع المرأة بالنادي الثقافي الطاهر الحداد والجمعية التونسية لمكافحة السرطان وكان لها دور هام في تأسيس جمعية بحوث عن المرأة والتنمية. تضلعت بخطة مسؤولة في اليونيسف بجمع التبرعات والاتصال من سنة 1986 إلى غاية 1991 اضافة الى مكلفة بالدراسات بمعهد لعموري وهو مكتب دراسات و تسويق لتتقلد بعد ذلك في 2001 منصب المديرة العامة و المتخصصة في الدراسات النوعية. اسست بالتشارك مع أحمد نجيب الشابي حزب التجمع الاشتراكي التقدمي سنة 1983 و اعيد تسميته في ما بعد بالحزب الديمقراطي التقدمي ثم اصبح يعرف بعد الثورة بالحزب الجمهوري . في ديسمبر 2006 وقع انتخاب مية الجريبي أمينة عامة للحزب خلفا لمؤسسه أحمد نجيب الشابي لتكون بذلك مية الجريبي اول امرأة تتولى مسؤولة اولى في حزب سياسي تونسي معارض . واصلت مية الجريبي نشاطها السياسي بعد الثورة وواصلت تجربتها ضمن الحزب الجمهوري والاتحاد من اجل تونس. وهي اول امرأة ترشحت لخطة رئيس المجلس الوطني التأسيسي كما انها ساهمت وتواجدت في كل المحطات السياسية المعارضة لحكم الترويكا من خلال جبهة الانقاذ واعتصام الرحيل. عرفت مية الجريبي بمواقفها الهامة داخل المجلس الوطني التأسيسي اثناء مناقشة الدستور الجديد على غرار مواقفها من الفصول المتعلقة بالحريات والتناصف بين الرجل والمرأة. في السنوات الاخيرة بدأت المناضلة مية الجريبي تغيب يوما بعد يوما عن الاعلام وخفت ظهورها على الساحة السياسية بعد ان الم بها مرض السرطان \"عفانا وعفاكم الله\" وتدهورت حالتها الصحية كثيرا ما اضطرها الى اجراء عمليتين جراحيتين في عام 2014 وتحدث البعض عن مغادرة السيدة مية الجريبي للحياة السياسية تخمينات فندتها الجريبي عندما اطلت يوم افتتاح اشغال المؤتمر السادس للحزب الجمهوري عبر اذاعة موزايك الخاصة بصوت مفعم بالحياة والنشاط وكأنها تسخر من المرض ولتقول وتؤكد بقاءها في عالم السياسة مادامت على قيد الحياة موصية كل اعضاء حزبها بالتخلي بمبادئ الحرية والهوية والعدالة الاجتماعية بتفصيلاتها التي انتبنى عليها الحزب الجمهوري مشددة عليهم بالتمسك بالنضال من اجل الوطن. تطمينات رفعت من معنويات محبيها واصديقاءها ولكنها رغم ذلك لم تترشح مية الجريبي مرة اخرى لأمانة الحزب ليخلفها السيد عصام الشابي رفيقها في النضال. نتمنى ان يكون هذا التخلي من باب الرغبة في تشريك الجميع في الامانة وإدارة الحزب وليس من باب ثقل المرض وكل تمنياتنا بالشفاء العاجل للأمينة المتخلية مية الجريبي المرأة الحديدية كما يحلو للبعض وصفها.