تتواصل فعاليات "مسيرة النساء التراثية" التي انطلقت في نسختها السنوية الثالثة فجر الجمعة الماضي، بمشاركة خمس وأربعين سيدة إماراتية ومن جنسيات متعددة، يقطعن مسافة مئة وخمسة وعشرين كيلومترا سيراً على الأقدام في خمسة أيام، إنطلاقاً من مدينة العين وصولاً إلى مدينة أبوظبي عبر الصحراء الفاصلة بين المدينتين. وذلك إحياء لتفاصيل رحلات الصحراء التاريخية، ومحاولة لفهم أعمق لتفاصيل التراث والتقاليد الإماراتية الاصيلة.
فيرمي هذا التحدي في هذه المسيرة السنوية إلى تكريم الطرق القديمة التي كانت المرأة الإماراتية تستخدمها في رحلة سفر تتكرر مرتين خلال العام للمسافة ما بين أبوظبي والعين، وذلك بإحياء هذا الجانب من التراث، والتعرف على جذور الماضي وتجارب الأجيال السابقة في الترحال والتنقل، وما يصاحب ذلك من عناصر المغامرة والمثابرة وتحمل المشاق، والتعايش عبر أحوال جوية متغيرة، تسودها الحرارة المرتفعة نهارا، والبرودة ليلا، سيما وأن النساء المشاركات يقضين مبيت ليالي المسيرة في خيم بدوية عير الصحراء. إذ يقطعن نحو خمسة وعشرين كيلومترا يوميا.
وكان نادي تراث الإمارات، في مشاركته رعاية هذه المبادرة الوطنية ودعمها، قد استضاف الاجتماعات التحضيرية للمسيرة قبل انطلاقها، حيث بدأت النساء المشاركات الاستعداد لهذه المسيرة منذ ثلاثة أشهر عبر التدريب اليومي، إذ يلتقين للتدريب يوميا لعدة ساعات بما يخلق جوا من التعايش وبما يجسد تلاقح الثقافات وحوار الحضارات، إذ تضم المسيرة نحو أربع عشرة امرأة إماراتية، والباقي يمثلن أكثر من عشرين جنسية من الجنسيات المتعددة حول العالم.