الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

(رِجْل) الرجال طريق الوصول لصُنّاع القرار!!!

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: إكرام التميمي - فلسطين - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

شعرتُ بمرارة معاناتهن؛ ولاسيما عندما حدثتني إحداهنّ بأننا بحاجة لـ(رِجل) رَجل "قدم " تكون طريقهن للوصول إلى صُنّاع القرار! وبعفوية وغصة ألم عصفت بي للحظات رددت عليها: أنتِ امرأة تمتلكين رجلين اثنتين، وبإمكانك الاستغناء عن (رِجل) الرجال وتُباشرين بشق الطريق والسير قدما بركب الحياة والوصول إلى صُنّاع القرار .
بداية، ومنذ باشرت مؤسسة "أدوار" في تنفيذ أولى لقاءات تبادل الخبرات، وحيث تم اختياري لأنقل تجربتي في الحياة إلى هؤلاء النساء في هذا المكان المقفر؛ الذي يفتقر للعديد من الخدمات، ولكي أنقل من وجهة نظري مثل أي قيادية أو ناشطة نسوية؛ شاركت بالعديد من المساهمات في تغيير الحياة النمطية المجتمعية، وحيث تقاسم الأدوار المغيب المجحف بحق النساء، ولاسيما النظرة الدونية للنساء، والمجتمع الذكوري الطاغية فيه الأنا الذكورية، والسلطة الأبوية التي تسيطر على صنع القرار، وكأنما السمة الواجبة والتبعية هي للنساء، وفي الوقت ذاته تنادي على مدار السنوات العجاف المؤسسات النسوية بأهمية تكامل الأدوار التي يجب أن تعزز دور النساء في القيادة والمشاركة السياسية والمجتمعية والثقافية والاقتصادية والوصول للعدالة الاجتماعية.
  ولأول وهلة يطل علينا الفضاء الشاسع الذي يبرز فيه التجمعات البدوية لعرب الجهالين شرق القدس، والاستيطان الجائر الذي يحيط بهذه التجمعات كإحاطة السوار بالمعصم، فالعدالة هنا أصبحت في طي النسيان حيث التمييز العنصري الجائر من قبل الاحتلال وتغلغله بالعمق الفلسطيني للعديد من التجمعات  البدوية في يطا والرماضين والظاهرية وتجمعات شرق القدس المصنفة ضمن مناطق "ج".
وهنا كان لا بد لي البدء من حثّ هؤلاء النسوة اللواتي تم تغيبيهن عن العديد من السياسات والبرامج  الرسمية والتي من الواجب تسليط الضوء على معاناتهن ورصد كافة الاحتياجات التي من شأنها أن تنهض بمستواهن المعيشي وتوفير الحد المعقول، ووضعهن على سلم أولويات البرامج للمؤسسات الرسمية والمجتمعية كافة. 
وقد هدف اللقاء إلى "تشجيع النساء البدويات على المشاركة السياسية من خلال الاحتذاء بتجارب القياديات والناشطات السياسيات، وتطوير مهاراتهن القيادية في المجالات السياسية، وحثّ النساء على ممارسة الحق في الترشح والانتخاب بالعملية الانتخابية القادمة وتقلد مواقع صنع القرار، من أجل العمل على تحسين الخدمات المستجيبة لحاجات النوع الاجتماعي ".
وقد أشارت المديرة العامة لمؤسسة أدوار للتغيير الاجتماعي سحر يوسف القواسمة، "  الى أن مؤسسة ادوار للتغيير الاجتماعي تواصل تنفيذ ثالث مراحل مشروع (رفع مستوى المشاركة السياسية الفعالة في الانتخابات المحلية للنساء البدويات في التجمعات البدوية المهمشة) بالشراكة مع التعاون الألماني (GIZ) و بتمويل من الحكومة الألمانية .
 وأوضحت، الى أن هذه الأنشطة مهمة جدا للنساء، فمن خلال عرض نموذجٍ قيادي يحثهن على المشاركة السياسية، وكيف أن أصبح للمرأة مكانة بعد أن خاضت الكثير من التجارب والمواقف فعليها أن تثابر وتواصل؛ لأن الوصول إلى النجاح له ضريبة عمل طويلة، مضيفة أن أعضاء "مجلس الظل" ساهموا في تطوير مشاريع النساء اللواتي عبرن عن سعادتهن بالمشروع، حيث عملن على العديد من المبادرات الاجتماعية والاقتصادية".
بالإضافة إلى أن المشروع "يستهدف النساء البدويات ويُنفّذ بالشراكة مع المجالس المحلية البدوية ولجان الحماية ووزارة الحكم المحلي ووزارة شؤون المرأة وشبكة معا".
وخرجت توصيات اللقاء بأن الاحتياجات لهن عديدة والتحديات التي تواجههن أكبر، وأكدن على توصيل رسالتهن إلى صناع القرار، ولا سيما دولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله الذي تفضل بافتتاح مدرسة " أبو النوار" للصف الثالث الأساسي الوحيدة بالمنطقة منذ فترة وجيزة، إضافة إلى روضة أطفال تحمل ذات الاسم، والتقى رئيس الوزراء الرجال دون النساء، وكما عبرن عن حاجاتهن الماسة إلى دورات تعليمية للأمهات سواء من خلال مجالس أولياء الأمور أو عبر أطر أخرى، وأضافت النساء أن عدد الإناث والذكور في التجمعات متوازن .
وختاماً، أوضحت النساء كم هن بحاجة للعديد من الاحتياجات التي لا يستطعن البوح علناً عن مكنوناتها، فهل يصمت الرجال بعض الوقت، لتتحدث الأغلبية الصامتة وليستمع الجميع. ودعونا لهن نقول: "أن النساء تربعن على عرش الإنسانية بأمومتهن وخاضوا على مر القرون نضالات كثيرة؛ هن الأسيرات، والشهيدات، واللواتي ما زلن؛ وأنجبت النساء وخلفت إرثاً حضارياً إناثاً وذكوراً نابغين ونابغات في مختلف العلوم سواء، وجابت نون النسوة أصقاع الأرض، فلن تموت سنبلة ثمارها وحصادها عطاء خير وبركة، وهنّ ما زلن نساء فلسطينيات تحت الشمس" .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى