مصادفة حولت طبيا إلى مركز الحميدية الصحي بإمارة عجمان لإجراء بعض الفحوصات الطبية الضرورية. وللوهلة الأولى حين زرت المركز الطبي لفت نظري وشد انتباهي في هذه الزيارة للمركز تطوره وحداثته ونظافته، فهو كما علمت من المراكز الطبية النموذجية في تقديم الخدمات الطبية في إمارة عجمان لأفراد المجتمع.
وعند عودتي في اليوم الثاني للمركز للحصول على نتائج الفحص، كانت الأجواء ماطرة يطغى عليه نوعا خاصا من الجمال البديع والممتع بحلول أمطار الخير في عام الخير بهذا الوطن الغالي.
لم أفاجئ حين وجدت كافة الموظفين العاملين في المركز مجتمعين في احدى ردهات المركز في احتفالية جميلة، وكان رواد هذه الاحتفالية المدعوين إليها من كافة الموظفين فيه من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وعمال، وحين سألت قيل لي بأنها احتفالية خاصة بانتهاء عام 2016 الحافل بالإنجازات، وكانت مبادرة تحت شعار "شكر وتحفيز".
فرضت الظروف على أن أحضر وأشاهد وأستمع إلى مجريات الحدث وتابعت الكلمة الترحيبية التي ألقتها الدكتورة عائشة خلفان سبت مديرة المركز مرحبة بالجميع والحضور بما فيهم أنا مع أني متعامل عابر سبيل مثنية على جهود الموظفين جميعا.
وبدأت تعدد ما تم أنجازه وتنفيذه خلال عام 2016 بكلمات محفزة فيها تعزيز لكل الموظفين المسؤولين عن كل خدمة من خدمات المركز التي قدموها، وأثنت على كافة العاملين بكافة فئاتهم من أطباء وممرضين وفنيي مختبر وخدمة مراجعين، حتى العمال البسطاء في المركز وجدوا نصيبهم من هذا الثناء والإشادة، واختتمت كلمة المديرة بشكرهم معنويا ورمزيا بتوزيع الهدايا. عليهم. فما هي هذه الهدايا ...؟ انها هدايا بسيطة، ولكنها ذات معنى تحفيزي كبير هي عبارة عن "وردة أو وردتين ملونتين" قدمتها لكل موظف تم تكريمه وللأسف الاحتفالية لم تطل كثيرا فلم تتعدى النصف ساعة حتى لا تكون على حساب المرضى والمراجعين ..
حقيقة هي مبادرة تكريم وتحفيز ملفته، وهي امتداد لمبادرات شبيهه تعم المؤسسات الحكومية والخاصة على امتداد مساحة الإمارات العربية المتحدة وطن الخير بقيادتها وسعبها الوفي، وهي تأخذ أشكالا مختلفة، والهدف منها التلاقي والتواصل بين عاملي المؤسسة في لحظة فرحة واسعاد تغير من مزاجهم نحو التزود بالطاقة الايجابية، وتقلل تأثيرات ضغوط العمل، وتقلل من العداءات والاحتكاكات الوظيفية ليعم الود والتسامح .. فيغادر العاملون ساحة الاحتفالية مفعمين بطاقات إيجابية تحفزهم على بذل المزيد لخدمة المتعاملين ..
بعد هذه اللقطات الجميلة والملفتة في المركز دفعني فضولي - كأحد المهتمين في مجالات التميز بالعمل المؤسسي - للاطلاع على بعض انجازات وممارسات هذا المركز ، وتبين لي بأن الخدمات التي يقدمها كان لها تأثير ايجابي ملموس في تلبية احتياجات المتعامل ، فإلى جانب الخدمات العلاجية ، هناك المبادرات والأنشطة المتميزة التي لها دور فعال في تقوية الشراكة المجتمعية والمساهمة في تطوير عجلة العمل مع الموظفين والمترددين على حد سواء، فالمركز يقوم بالعديد من المبادرات ، مثل : "مبادرة الغذاء الصحي" و"الطبق الصحي المناسب للطفل " في بعض رياض الاطفال، لتوضيح أهمية الغذاء الصحي للطفل " و" مبادرة “الماء هو الحياة” ، وذلك بهدف توعية المتعاملين بأهمية المواظبة على شرب الماء بمعدل لا يقل عن 8 - 10 أكواب من الماء يومياً ، كما أن المركز له اهتمامات وعناية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق تنفيذ مبادرة (عونكم): التي كانت عبارة عن زيارات تفقدية للمسنين في منازلهم للاطمئنان عليهم، اضافة الى مبادرة " لبيه " وهي عبارة عن عمل بطاقات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن توضع في قسم الاستقبال، وتعطى لهم عند ترددهم على المركز حتى يتسنى للجميع تقديم الخدمة لهم في أسرع وقت وبسهولة ويسر، دون تكبد العناء من قبلهم مراعاةً لحالتهم الصحية ،ويبذل المركز جهدا ملموسا في التوعية الصحية مثل مشاركته في التوعية بسرطان الثدي بتنفيذ مبادرة "الشريط الوردي" تزامناً مع حملة التوعية العالمية بمخاطر سرطان الثدي سنويا ، والمركز لا يفوت فرصة للمشاركة في الاحتفالات الوطنية .
ما أحوج مؤسساتنا العربية الأخرى، وخاصة مستشفياتنا ومراكزنا الطبية لمثل هذه الخدمات المتميزة، والمبادرات المتنوعة بما فيها المبادرات التحفيزية للعاملين والمتعاملين على حد سواء ..