تدهشنا كثير من الطرف والقصص المضحكة التي تصل إلينا عبر أجهزة الاتصال الحديثة بواسطة برامجها المتعددة، أو من خلال قراءتها على مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة على شبكة الإنترنت. ولكن الغريب بحق هو عدم التساؤل عن الشخصية أو الشخصيات التي تقف خلف تأليف مثل هذا المنتج الإنساني المضحك، والذي في أحيان يكون عبارة عن ردة فعل لحدث أو تعليق على قضية أو السخرية من موقف ونحوها. وهي تحمل دون شك دلالات التفاعل الاجتماعي والحراك المجتمعي وإن كان بأسلوب ساخر مضحك.
هنا تساؤلات مثل من يؤلفها؟ هل هو شخص واحد أم أن القصة المضحكة تمر على أكثر من شخص، فيضيف لها ويبدل حتى تظهر لنا بشكلها النهائي المبهج الساخر؟ أم تراه إنسان موهوب لديه حس فكاهي عال يوظفه في تأليف مثل هذه القصص، ثم يقوم بإرسالها دون وضع اسمه؟ ثم لماذا لا يقوم مؤلفو مثل هذه القصص القصيرة المضحكة بجمعها ونشرها في كتاب؟
أضرب مثالاً بواحدة من هذه القصص التي وصلتني على هاتفي من صديقة، والقصة تقول: «رجل يقرأ لزوجته معلومة ويقول لها هل تعرفين أن المرأة تنطق 3000 كلمة في اليوم؟ بينما الرجل حوالي 1000 كلمة فقط، ردت عليه الزوجة: هذا صحيح. لأننا – النساء – نضطر دائماً أن نعيد الكلام مرتين للأغبياء حتى يستوعبوه! .. رد الزوج ماذا ماذا؟ فقالت الزوجة: هااا شفت. يعني لازم نعيد الكلام اللى نقوله.
وقصة أخرى أيضاً وصلتني تحكي عن طالب آسيوي يدرس في مدرسة أمريكية، بعث معلمه مذكرة لوالديه قال فيها: أعزائي الوالدين، كومار رائحته ليست جيدة في الصف، جربوا أن تحمموه. فبعثت له الأم رسالة: عزيزي الأستاذ، ابني كومار ليس وردة .. لا تشمه، بل علمه ودرسه.
يظهر في مثل هذا النوع من الطرف نقد، وفيها سخرية. والمضحك بحق هي ردة الفعل غير المتوقعة والتي تكون قوية وصادمة حتى للقارئ، ولكن الإبداع يتمثل في أنها جاءت برغم قوتها مضحكة. أجزم أن بين يديكم أنتم أيضاً عشرات الأمثلة، وما يصلكم يومياً عبر الأجهزة الحديثة كثير ومستمر. ولا ننسى بعض المقاطع الصوتية أو الفيديو والتي يظهر فيها أشخاص يتحدثون بأسلوب ضاحك فكاهي بكل ما تعني الكلمة، بمعنى أنهم يملكون حس الإضحاك وموهبة نشر أجواء من البهجة في الوسط الذين يجلسون فيه، أتمنى أن نشاهد وقد جمع هذا المنتج الإنساني المبعثر وأن توقع باسم مؤلفها.