يكاد قلبي ينفطر من الحزن والألم كلما رأيت تلك النظرة في عينيكِ، تلك النظرة التي وراءها شعور بالألم حتى وإن كنتِ تحاولين مقاومة هذا الألم بالحمد والرضا، في كل مرة نحضر فيها عرساً أو أراكِ تشاهدين صور حفل زفاف على الإنترنت لممثل أو ممثلة مشهورة، في كل مرة تسمعين خبر خِطبة صديقة أو قريبة أصغر منكِ بسنوات.
أعلم تماماً أن كل الشعور الموجود بداخلكِ هو شعور طبيعي ليس فيه غضب ولا حسد، فقط غبطة ورغبة في أن تصبحي يوماً ما مثلهم.
تلك النظرة تقتلني، ليس لأنّك عانس كما تقولين مازحة مع صديقاتك، ولكن لأني لا أستطيع مساعدتكِ، حاولت كأي أخ يريد الخير لأخته عندما سمعت أحدهم يبحث عن زوجة، ولكن لم أرد أن أكون كتاجر معه سلعة أوشكت أن تبور، ويريد أن يبيعها لأي أحد، وضعت نفسي مكانك حين تقدم لكِ مَن يختلف عنك في الثقافة والدين والتعليم والمستوى المادي، وعلمت أنك ربما لا تطيقين العيش معه لو تزوَّجت منه.
في كل مرة أراكِ فيها تشاركين على الفيسبوك صورة تسخر من الوحدة أو تأخّر النصيب أو مِمّن سيقومون بقضاء الفالنتين (عيد الحب) وحدهم، أشعر بإحباط وألم حتى وأنا أراكِ تمازحين صديقاتك في التعليقات، أعلم أنه مزاح من الهمّ، أو كما يقال "بيضحكوا من غُلبُهم".
بالرغم من أنها ليس مشكلتكِ وحدكِ وأنها أصبحت ظاهرة بشكل كبير وبرغم أنك تشاركين همَّك مع كثيرات من صديقاتكِ وقريباتكِ في دائرة معارفك فقط، فإنه لا يفارقني الشعور بالألم كلما رأيت تلك النظرة، شعور بالألم لأني لا أراها في عينيك فقط؛ بل أراها في عين كل فتاة تشعر بأنها قد تأخرت سن زواجها، نظرة فيها شعور بالقلق والخوف من المستقبل، نظرة لا يزال فيها أمل وثقة بأن الله لا يؤخر شيئاً إلا بسبب، نظرة فيها ألم الشعور بالوحدة والرغبة في أن يكون لكِ نصف آخر يشاركك أفراحك وأحزانك ممزوجة برضا وحمد لله على جميع نعمه التي أنعمها عليكِ، وأن نقصان نعمة واحدة من عشرات النعم التي لا تعد ولا تحصى ربما يكون لحكمة قد تعلمينها يوماً ما.
قد تقرئين كثيراً من الكتابات عن أن الزواج ليس غاية الحياة، وهذه حقيقة أؤمن بها، ولكن في نفس الوقت لن أخدع نفسي بحديث أنصار استقلالية المرأة والمرأة القوية وشعارات جمعيات وندوات حقوق المرأة تلك؛ حيث إنني أرى أن الرغبة في عدم العيش في وحدة هي شعور فطري عند أي إنسان.
أدعو الله ليلَ نهار أن يرزقكِ الخير، وأن يرضيكِ بكل نِعَمِه التي أنعمها عليكِ، وأن يريح بالكِ ويرضيكِ، وأن تسعدي بما لديكِ من النعم، وأن لا تكوني في انتظار شيء ما، لا تنتظري الفرج، فما سيكون نصيبك سيصيبك، أدعو الله لكِ كي لا أرى في عينيك تلك النظرة.