الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

اشتقت لأنوثتي ..

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: شيماء المريني - المغرب - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

في عيون الناس أنا أنثى فتاة صغيرة ستكبر لتصبح أما يوما ما ، فتدخل في دوامة الروتين اليومي لتطبخ  و تهتم بشؤون البيت ، و تسمع فوق كل ذلك صخب الزوج و انتقاداته !!
 عفوا سيدي ، لست جارية عند قدميك ، فأنا أنثى لي أحلامي لدي رغباتي و أمسك بزمام أموري ، بل و أسعي جاهدة إلى تطوير ذاتي و إثبات كفاءاتي ..
أنا أنثى اشتقت إلى ذاتي الحرة، إلى أن أغوص في عمقها المكنون، فأحدثها بما يجول في خاطري.. اشتقت إلى الأنا التي ليست أنا ، إلى تلك الأنا التي لطالما احتوتني في كل نائبة و سمت بي في كل ذائقة ، بل و همت بي  في وقت الشدة مؤكدة أن دوام الحال من المحال، فأيقظت داخلي نبراس أمل وهاجا ينير السبل .
 اشتقت إلى أن أعود بزمن قد ولى مدبرا، فأحاكي طفولة ناعمة و براءة ظريفة سامية بل و أشهد أحداثا مثيرة. تمنيت لو أمكنني أن ألملم الذكريات و انسجها على هواي فأحذف منها المعاناة و أعوضها بعبق النسمات ..
 اشتقت إلى من هبت بهم رياح المنية و رحلوا بعيدا دون سابق إنظار، فقد كانوا شموعا وهاجة غير أن وميضهم البراق انطفئ فجأة لينضافوا إلى سجل الذكريات ؛ ذكريات أبت المكوث في عالم النسيان و أصرت على مشاركتنا الماضي بالذكرى و الحاضر بالحدث و حتى المستقبل بإعادة كل المشاهد و كأنها حدثت اليوم بعينه ..
عجيب هو حال الأنام، بين ذكرى شقاء و فرح تاهت السعادة و ترجمت معانيها دموعا فاضت من حنين و لوعة صراع مقيت مع الذات، صراع أبى أن ينتهي حتى الممات.
اشتقت لألمس براءة نفسي وطهرها، عوض الخوف من نظرة المجتمع المقرفة .. اشتهي اللعب، اللهو و المرح دون أن يدموا صفاتي أو يسجلوا سيئاتي؛ سيئات لم أقترفها بل هم من شاءوا تدنيس بها !!
الأنوثة ليست في الحنان و أن تداعبني بكلمات الرقة و الجمال أو أن  تسمعني القبانيات صبح مساء ،  بل الأنوثة تكمن في احترامك لكياني  و اعترافك بأهميتي  بل و اعتزازك بوجودي إلى جانبك  سندا و عونا .
 اشتقت لأنوثتي في ظل التحرش و العنصرية و الميز.. اشتقت لأكون أنا لا تلك المصطنعة التي تدعي القوة و الصلابة لضمان حقوقها و حماية كيانها..
أريد أن أكون ملك نفسي حرة بلا قيود، لا عورة يجب سترها أو فتنة يجب إطفاء فتيل لهيبها .. أنا من أبتكر مبادئي لأعيش وفقها لا المجتمع يفرضها و يجعلني مكرهة أنصاع لها.
أود أن احلم فتبصر أحلامي النور، أن يدعمني مجتمعي لا أن يقف سدا منيعا بحجة أني أنثى !!  لطالما عقدت الآمال على غد واعد حافل ، ينصفني كأنثى تمثل نون النسوة ، فأمل مكتوب خير من ألم مكبوت .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى