الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

راضية الجربي تبكي وجع الإتحاد الوطني للمرأة التونسية لـ " وكالة أخبار المرأة " ..." أنا مسؤولة على دار المرأة التونسية و ليس لي أن أقدم للنساء شيئا

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

أعلنت رئيسة الإتحاد الوطني للمرأة التونسية السيدة راضية الجربي عن دخولها في إضراب جوع منذ أيام، تضامنا مع موظفات الإتحاد اللوات أعلن بدورهن إضرابا عن العمل، نظرا لتخاذل الحكومة في صرف مستحقاتهن المالية منذ أكثر من سنة.
لتسليط الضوء على ما يحدث في "دار الإتحاد" إلتقت " وكالة أخبار المرأة "  بالأستاذة راضية الجربي رئيسة الإتحاد الوطني للمرأة التونسية.
* ماهي أسباب دخولكن في إضراب جوع ؟ 
- منذ أكثر من سنة و الحكومة ترفض مدنا بمستحقاتنا المالية ، لقد طلبوا مني تقديم القانون الأساسي والنظام الداخلي  للإتحاد الوطني للمرأة التونسية منذ 1956 بما يلائم المرسوم 88 الصادر في 2011، ثم قالو لنا عليكم العدول عن الحديث بإسم منظمة الإتحاد الوطني للمرأة التونسية ويجب أن تتحدثوا بصفتكم جمعية وفي هذا تقزيم لنا و للمنظمة .
* بأي حق يغيرون تصنيف الإتحاد من منظمة إلى جمعية مثل بقية الجمعيات؟ 
- اعتبرونا جمعية لأننا حسب رأيهم غدونا في خانة  المعارضة ولا يجب التعامل معنا كمنظمة وطنية ومصطلح وطنية ممنوع علينا قوله واستخدامه، لأن مواقفنا لم  تكن على هوى الحكومة، وكلما اتصلت بالمسؤولين لفض المشاكل يكون الرد الآتي :" شنوة منظمة؟ و شنوة وطنية و ذات صبغة عامة؟". أسئلتهم حول هوية الإتحاد تقزم من شأننا وتضعنا في أقل المراتب، أسلوب المسؤولين كان مهينا جدا لنا. ثم تتم مسائلتي عن مؤتمري 2005 و 2000  للإتحاد الذان حسب رأيهم مؤتمران غير قانونيان. ثم يسألونني عن نشاطات قديمة قام بها الإتحاد في فترة أنا شخصيا لا ناقة لي فيها ولا جمل، أنا رئيسة الاتحاد منذ مؤتمر 2011   يلزمني النظام الداخلي والهيكلة الحالية للمؤسسة. بأي حق يحدثونني عن الماضي وأنا أمام منظمة  تعيش موظفاتها الحرمان من الأجور منذ فترة؟ ما ذنب هذه النساء؟
* كيف كنت تردين على تلك الأسئلة؟
- كان  الإتحاد يتعامل بالقوانين السارية في تلك الفترة المذكورة، أي منذ 1956 إلى 2011 مثل جميع مؤسسات الدولة، والمسائلة عن وضعيتنا في تلك الفترة تخفي ورائها فكرة أن الإتحاد كان يعمل ضمن قوانين فاسدة، في حين أننا لم نكن ننشط في السرية ولا خارج المؤسسات، فنحن منظمة كانت تقوم بمهامها الإجتماعية تجاه المرأة التونسية، بعبارة أخرى هؤلاء يريدون تحميلنا مسؤولية خمسين سنة مضت وتنزيلنا إلى درجة جمعية أهلية لا غير.
*هل القصد من حديثكم أن هناك رغبة جامحة  لتصفية حسابات مع الإتحاد الوطني للمرأة التونسية؟
- أكيد، هناك رغبة لتصفية حساب قديم معنا، والدليل أنه عندما إتضح للعيان أن وضعيتنا القانونية سوية وكل وثائقنا المالية لا غبار عليها، بدليل الرسالة التي وافانا بها كاتب الحكومة في ماي 2013، والتي تفيد بأن وضعنا قانوني ورغم ذلك قيل لي :"لا، مازال لدينا لجنة فنية شكلتها وزيرة المرأة سهام بادي ستنظر في ملفكم، و ها نحن نتتظر قرارت اللجنة". اللجنة المتحدث عنها لم تنه أعمالها إلى هذه اللحظة، الوزيرة سهام بادي غادرت الوزراة و اللجنة لم تقم بأي شيء.
* ماذا كان موقف وزيرة المرأة سهام بادي مما يحدث للإتحاد ؟
- وزيرة المرأة هي عنصر أساسي من عناصر الخلافات بين الإتحاد والحكومة لأنها عندما تم تعيينها على رأس الحكومة لم تتواصل مع الإتحاد الوطني للمرأة التونسية.
* كيف ذلك، وقد أعلنت منذ بداية توليها لمنصبها الوزاري عن رغبتها في التواصل مع جميع الجمعيات  و المنظمات النسائية في تونس؟
- لا، سهام بادي لم تتواصل معنا بل بالعكس أرسلت لنا مراسلة خطية مكتوب فيها  : "منقابلكمش" وذلك سنة 2012. كما قالت في 13 أوت الماضي في أحد الإذاعات أننا "جمعيات تجمعية ولا أرغب في اللقاء بهم". ما يزال في رأس الوزيرة السابقة أننا في 2012 ونسيت أن التجمع الدستوري الديمقراطي قد تم حله على مستوى وطني  وأن إتحاد المرأة أنجز مؤتمره و تم تجديد أكثر من 70 بالمئة في أعضائه. ثم تاريخ الإتحاد الوطني للمرأة التونسية أو" دار المراة" كما تسميه النساء في تونس أكبر من التجمع و أكبر من تاريخ هذه الأحزاب التي تتحكم في الأمور حسب أهوائها. و أرى أنه غاب على الوزيرة أن الهيكلة الجديدة للإتحاد رفعت قضايا ضد الإتحاد نفسه لمحاسبة الفاسدين الذي إنحرفوا بالأتحاد عن خطه الوطني في فترة ما، كما قام الأتحاد بتطبيق قانون العدالة الإنتقالية وقمنا بالمحاسبة والتقاضي ورفعنا الشكاوي. و أصلحنا وأقمنا الديمقراطية وهنا نحن نعمل على أسس جديدة، هذا الذي عجزت هي عن القيام به في وزارتها. ثم هي نفسها، أي سهام بادي، لم تقم يوما بتقديم شكوى ضد الإتحاد.
* قد يكون عدم تقديم الوزيرة قضايا ضدكم لعدم توفر أدلة لديها؟
- أنا رئيسة الإتحاد وأنا من أملك كل الدلائل، وقد قدمت قضايا ضد الفاسدين ممن أجرموا في حق منظمتنا. هذه القضايا موجودة منذ السنة الفارطة، و هؤلاء يستسهلون عبارة تجمع وفساد لإستبعاد وتحييد الإتحاد عن الحراك السياسي والاجتماعي في البلاد.
* لماذا السعي وراء  استبعاد الإتحاد؟
- استبعاد الإتحاد وراءه مشروع لاستبعاد المرأاة التونسية التقدمية، إذن الموضوع أعمق من الإتحاد نفسه، سهام بادي وغيرها لم يفهموا بعد مكانة الإتحاد القديمة والحديثة، تاريخه ومواقفه، هذا المبنى الذي تطرق أبوابه النساء ليقلن لي : هذه دار المرأة، دار المرأة ... (تبكي راضية الجربي ...) مصطلح لم أعرف معانيه سوى الان، عندما تناديني النساء بأمنا، لأنني مسؤولة عن بيتهن، هذه ليست مجرد منظمة عريقة إنها دار المرأة التونسية من تأتيه النساء المعوزات والمحتاجات والمطلقات والشابات وكل محتاجة. ضرب الإتحاد هو ضرب للمرأة التونسية. أنا أسافر لاعماق تونس لتقديم الإعانات والقوافل والهدايا  أتفاجأ بأن النساء يظنون بأن وزارة المراة هي من تأتيهم بهذه الإعانات لأن في العقل الجمعي التونسي إتحاد المرأة هو الدولة وهو الحكومة و هوالوزارة وهو بيت المرأة التونسية وكل رئيسة للأتحاد هي بمثابة أم للتونسيات ( تستمر راضية الجربي في البكاء) ... هناك ألاف النساء تستفيد من خدماتنا سنويا، البارحة قدم لي رجل قاءلا: اريد إعانة لأبنائي زوجتي ماتت، و قدمت لي إمراة في المولد النبوي تبكي وترجو الإعانة هؤلاء لا يذهبون لمكتب الوزيرة بل يأتون إلى هنا، مرفأ المرأة التونسية . و للأسف أن أعداء الاتحاد لم يفهموا بعد ان عمقه في تاريخه وفي إمتداده الشعبي ووقوفه إلى جانب النساء.
* هل تعود تصفية الحساب كما ذكرت إلى أن الاتحاد طالما اقترن إسمه باسم الزعيم الحبيب بورقيبة؟
- الحبيب بورقيبة فخر المراة التونسية وساهم في تحريرها،  هو من بنى الجمهورية التونسية ومن وضع أسس الدولة الحديثة ، ونحن نعلم أن الحرب ضد الإتحاد هي حرب ضد الفكر البورقيبي الحداثي ورغم كل الصعوبات والمهازل التي يواجهها الإتحاد اليوم لن يفلح هؤلاء في تركعينا ولا في فرض أفكارهم علينا.
* ما هو موقف المجتمع المدني التونسي والعالمي من هذه المظلمة التي تتعرضون لها؟
- لا توجد مساندة عالمية، تلقينا فقط مراسلة على بريدنا الالكتروني من أحد السفراء، أما عن الجمعيات النسوية فهناك من يساندنا مثل النساء الديمقراطيات، منظمة بيتي، وكنا قد وزعنا رسالة دعم وتضامن مع الإتحاد أمضى فيها أكثر من 60 جمعية ومنظمة.
* ماهي انتظارتكم من هذا الإضراب؟
- أنا أقوم بإضراب جوع ، لقد عيل صبري من مراوغاتهم وسياسة التسويف التي يتعاملون بها معي.
* ما هي الرسالة التي توجهينها لنساء تونس؟
- على المرأة التونسية اليوم الإلتفاف حول منظمتها، يجب أن يكون هناك إطار جمعياتي حقوقي يعنى بالمراة التونسية، التونسيين فقدوا الثقة في الأحزاب السياسية لكن أقل ما يجب أن يبقى لهم أمل في الجمعيات التي تتحدث لغتهم وليس لها أي مطامح في الجلوس على كرسي الحكم. نحن صوت المراة التونسية  مثلما يوجد إتحاد الشغالين اتحاد الشغل ينتفض، يجب أن يكون هناك أتحاد للمراة لينتفض من أجل المرأة. وهذا ما نقوم به نحن رغم كل الظروف التي مررنا بها، كنا الى جانب المغتصبات والمنتهكات حقوقهن وبصفتي كمحامية كنت متواجدة في كل المحطات لارفع المظالم على النساء.
* في الختام و أنت تضربين عن الطعام من أجل أعرق منظمة نسائية تونسية، للمجلس الوطني التأسيسي من يفخر أعضاؤه بإعلانهم عن دستور يضمن المناصفة بين النساء والرجال؟
- الدستور التونسي فخر لنا وهذا أمر مفرح لكن على كل حال هذه خطوة هامة نحن أنجزنها في الدستور، أتمنى من المجلس التأسيسي أن يقف إلى جانب موظفات الإتحاد من ينتظرن رواتبهن منذ فترة وليس من اللائق و لا من المعقول السماح بالمظالم التي يتعرض لها الإتحاد أعرق وأقدم منظمة تونسية.

الزميلة مها الجويني مع راضية الجربي

جانب من الإعتصام

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى