الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

مشاهدات من روسيا (1)

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: عاليه اسحاق الشيشاني - الأردن - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

شيخوخه ،، ولكن من اكثر الامور التي قد تلفت نظر الزائر لروسيا هو ذلك الحضور الكثيف والفعّال لفئة كبار السن من الجنسين في الحياة العامه ، فمن المألوف ان تشاهد امرأة ناهزت السبعين او اكثر تصعد الى حافلة النقل العام بثقة وثبات ، او ان تشاهد رجلا مسنا يقوم بكل همة ونشاط بفتح الممرات امام المبنى الذي يعمل به والتي اغلقت بسبب تراكم الثلوج . الشخص المسن في روسيا يبدو مستقلا معتمدا على ذاته ، لا ينتظر ان يسدي اليه الاخرون اية خدمات ، فتراهم نساءا ورجالا يروحون ويغدون في شتى الظروف الجوية يبتاعون مستلزماتهم ويقضـــــون مصالحهم ، والعديد منهم يعمــل لدى المؤسسات العامـه والخاصه لسد حاجة ماديه او لملء وقت الفراغ . تلك المشاهدات دفعتني للتساؤل عن سر هذا الحضور اللافت لفئة المسنين في الشوارع والميادين والمؤسسات ، ظننت للوهلة الاولى ان الشعب الروسي لا يصنف على انه مجتمع فتي، مما يدفع اجهزة الدولة لتوظيف كبار السن لسد النقص ، لكنني لاحقا خرجت بجملة اسباب من مشاهداتي وتتلخص في الاتي : - وجود شبكة مواصلات ممتازه ومتنوعه مثل الحافلات التي تسير بالكهرباء وسواها من وسائط النقل المتوسطة والصغيره وباسعار رخيصه ، وعلمت انه في بعض الحالات يحصل كبار السن على حق استخدام الحافلات العموميه مجانا ، وللحافلات مواقف ثابتة لتحميل وتنزيل الركاب ، ورأيت في مرات عديده كيف ان السائق يتعمد الوقوف لبعض الوقت عند موقف التحميل حتى لو كان خاليا اذا ما شاهد شخصا مسنا يحاول اللحاق بالحافله ، وهذا للاسف على النقيض مما يجري في بلادنا في اغلب الاحوال فالمسن هو راكب غير مرغوب فيه بالنسبة لسائقي الباصات وسيارات التاكسي وكثيرا ما يتم تجاهلهم بسبب حركتهم البطيئه ، واغلب سائقي الباصات في بلادنا يسيرون على الشوارع وكأنهم في رالي سيارات . وجود شبكة المواصلات الجيده في روسيا يعطي للمسن مجالا واسعا لحرية الحركة والتنقل دون ان ينتظر مساعدة من افراد عائلته لايصاله الى حيث يريد . - جودة الحياة في روسيا من حيث البيئة الطبيعيه الوافرة بالاشجار والانهار وما ينتج عنها من هواء نقي تساعد المسن على البقاء في صحة جيدة حتى لو ناهز الثمانين ، كذلك اعتناء الحكومة بانشاء الحدائق العامه ، وتخصيص حدائق صغيره عند المجمعات السكنيه تمكن المسنين من قضاء اوقات ممتعة وقراءة الكتب او ممارسة رياضة المشي . في بلادنا حيث يهتم الواحد منا كثيرا بما يمكن ان يقال عنه من قبل الاخرين ، يحاول الفرد ان يبدي قدرا كبيرا من العناية والاهتمام بالمسنين من عائلته ( اب ، ام ، جد ... الخ) مدفوعا ايضا بالرغبة في التمسك بالقيم الدينيه المتمثلة بمعاني بر الوالدين والاحسان الى كبار السن ، ولكن ربما ان المبالغة في تلك العناية تدفع بالمسن الى الاعتماد بشكل كبير على من حوله في تسيير شؤونه ، ثم الاستكانة وعدم بذل مجهود بدني الى ان تتسلل الى جسمه العديد من الامراض والعلل ، فلنشجع كبار السن من الجنسين على الاقبال على تجارب جديده واختبار قدراتهم الحقيقيه والتي قد يكونون هم انفسهم يجهلون مداها .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى