منذ سنين وفكرة الهجرة تراودني حتى أصبحت راسخة في ذهني للعبورالى الضفة الأخرى. وأنا كلِّي أمل بأنْ أهاجر بأيّ طريقة كانت وبأيّ ثمن كان. ركبتُ القارب المطاطي أو بمعنى أصح)قارب الموت (نحو المجهول،كانت كلما تعلو الامواج وسط البحر،إلا وتتصاعدت معها أحلامي السرابية.التي بنيتها من الأوهام فوق جسرالرّمال المبللة بالمياه.تمنيت وكبرت متمنياتي وطموحاتي المستقبلية.وأني سأعود يوما ما الى وطني وانا انسان أخر،فقررت الهروب من قفص الفقر،فإذا بي أجد في انتظاري ثابوت الموت يعانقني وسط البحر الهائج والامواج القوية. فكنت كلما اقتربتُ من الضفة الاخرى إلا وأحدق بنظراتي الى السماء.فإذابها مُلبدة بالغيوم السوداء الداكنة كأنها تعلن اقتراب ساعة القدر المحتوم. لحظتها تذكرتُ طفولتي الجميلة التي عشتها بحُلوها ومُـرّها.وأحسست حينها أن الإستعداد لهذه اللحظة المريبة والرحلة الطويلة لم يكون في الحُسبان،وان قطار الموت قادم لامحالة. بدأ الجميع يستنجد بالله ويصيح طالبا النجاة. لكن القدركان أسرع من تحقيق الحلم الوهمي.فعرفت حينها أني سوف أدفن مجهول الهوية.