الوطن كلمة عظيمة ذات مدلولات جامعة مانعة، ولا أحد يحب فراقه ،أو يفكر بالابتعاد عنه،لكن ظروفا قاصرة قد تجبره على ذلك ، بل باعتقادي أنه القلب النابض الذي يضخ في أواصرنا شريان الحياة،وأجزم أنه الادعاء الأوحد الذي لو ادعاه كل إنسان في أية بقعة على طول العالم وعرضه لكان صادقاً هو ادعاءه بالشوق والحنين للوطن فالحب الكامن في قلبه والحرقة لتنفس نسائم هواءه والسقا من عذب مياهه ديدنه وسلوى حياته وهاجسه اليومي .
فكل مغتربين العالم يشتاقون للوطن وهذا أمر فطري فهو مرتبط بأنفاس الناس ويسكن أرواحهم ، وفي شريانهم وينعكس صداه في نمط حياتهم وسلوكياتهم التي تعودوا عليها في حناياه.
للأسف هناك من يسرق مقدرات الوطن فيجبرون بعض الناس على الاغتراب خارج حدوده كي لا يواجهوا العاصفة التي قد تقتلعهم من جذورهم ،لأنهم لا يجدون هواء يتنفسونه أو ماءً عذبا يشربونه أو طعاماً من خيراته يستسيغونه.
فيا لله ما أجمل الأوطان التي يجد فيها أصحابها ما يكفل لهم الحياة الكريمة. الرغيدة الهانئة السعيدة ،فيا أيها الناس أخلصوا لأوطانكم التي تسعدكم واسكنوا إليها سكنا مطمئنا آمنا ولا تقصروا بحقها.
ولقد قالها صلى الله عليه وسلم حين خرج مهاجرا فتوجه بوجهه الكريم باتجاه مكة مخاطباً أرضها :"أنت أحب بلاد الله إلي ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت منك أبداً ".
وقال صلى الله عليه وسلم (السفر قطعة من العذاب ).فا اللهم آمنا في أوطاننا واستر عوراتنا وآمن روعتانا يا الله وأحفظ أوطاننا من كل ظالم أثيم محتل لئيم اللهم آمين .