يبدو إن للامية في المجتمعات، اثر في الارتقاء وتفعيل قوى ثقافة العولمة، وهي نقطة البدء كأستيراتيجية التعامل \" الدولي \" مع عولمة الثقافة، والسمو بمستوى التعليم في مستوياته كافة، كما يبدو إن للحوار والثقافة الدينية حل في القضية، وتسوية لاتفاق عام للعلاقات الثقافية ـ الحضارية من جانب، ومن جانب أخر، ما تفرزه هذه الظاهرة، وذاك يعتمد تجانس المجتمع على المستوى الثقافي، ومجتمع الوطن، ومجتمع الأمة بالتالي، والسبب، في تضارب الثقافة المجتمعية، ومنها ثقافة تقبل الأخر واحترام الاختلافات مثل، الغفلة عن حوار الأديان والمذاهب، وسوء الإدراك بين اختلافها، وإجراء حوار \" تقارب \" في معنى ومفهوم الاختلافات تلك، وبالتالي، الوصول إلى أستيراتيجية ثقافية مشتركة بين البلدان العربية وغير العربية، في حوار حضارات عالمية مختلفة، وقد يساعد ذاك على، فرض قيم غربية في مواجه قيم غير غربية بدفع من العولمة. مما لاشك فيه إن، الثقافة المحلية هي ثقافة الأجيال التي تنتقل بطبيعتها من خلف إلى سلف وبالتتابع، وزوالها لا يكون إلا من اختلال أو تنكر من المجتمع، والمجتمع الحديث هو من يزاوج بين خلف الأجداد ولا يفصل بين النواحي الحياتية والتجارب الموروثة والحياة الشعبية، ويحافظ على الثقافة المحلية بخصوصيتها لتكون السمة الغالبة العامة للهوية الثقافية، في علاقة متبادلة مع الثقافة العصرية، لتصبح الثقافة الجديدة مزيجا من الأصالة والمعاصرة، مع معرفة بالقيم والتراث ودمج أصول الثقافة القديمة، وبالتالي لتتمكن من الحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية للمجتمع تمكنها من الثبات في مواجهة تيارات العولمة، وكيلا تسقط خصوصية الموروث الثقافي والديني، لابد للدولة من رؤية تصور العالم على انه مجموعة متفاعلة تتبادل المنافع ترسى عليها علاقات استقرار حتى وان انتفى شرط الانتماء أو التماثل إلى جماعة، وحسبما ينطبق من أفكار وتجارب إنسانية، فتتكون بذلك تعددية ثقافية لا تعيق الحوار ولا تدفع إلى تنافر . العزلة والهيمنة شكل من النظريات ذات التخوف منها، فالعزلة قطع جسور تواصل يتحقق الأمن منه مع الآخرين، والهيمنة سبيل لحماية الذات باتخاذ الاحتواء مسلكا، والاستيراتيجية بينهما، ما يرسم ويحدد الانفتاح والتبادل الايجابي دون معزل عن الثقافات والحضارات والمجتمع الدولي، وبالتالي يتحقق التقدم من الاحتكاك مع الشعوب المتقدمة ومحاولة الاستفادة من تجاربها التي تؤدي إلى انتشار المعرفة بين الحضارات المختلفة . إن أي إرهاصات ومضار قد تحول في مسار العلاقات بين الدول، وينجم عن ذاك أثار سلبية في رقعة وتأثير على بقعة وطن، ويتأتى على ذاك، إعادة ترتيب الأمور والمصالح، وكما حدث في 11 / أيلول ـ سبتمبر 2001 من تعرض مركز التجارة العالمي للهجوم، ما اكسب الولايات المتحدة الأميركية السلطة القيادية، وما يؤثر سلبا على القيم، القيم الحضارية الإسلامية، خاصة ما يسحب عليها إنها ضرب من اللاأنسانية أو مصدرا \" للإرهاب \" مثلا، وعليه تقع الضغوط لاستحداث خطاب ديني جديد \" أسلامي \" معه يستوجب البحث عن استيراتيجية وتطبيق أساليب تعامل حقيقية، تبعد العرب عن المواقف الحرجة والصعبة، والعرب عموما، ليس من الوهن للحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمعات العربية، ولا ينقصها من استيراتيجية لازمة للتعامل مع العولمة بهوية ثقافية حضارية للمجتمعات العربية، حتى وان طبقت الاستيراتيجية بشكل آحادي أو جزئي أو قصير المدى . المهم في الأمر، تحقيق تقدم على جوانب شتى ومجالات، حتى وان كان التطبيق أحادي لأنه، ليس جزءا من تصور جماعي \" دولي \"، حيث انه دور تقوم به كل دولة على حدة، لان الاستيراتيجيات متداخلة . إن حاجة البلدان إلى هو إلى التنسيق، ومن قبل التنفيذ المنسق للاستيراتيجيات تلك وهذه، ومجاراة التقدم والتطور التكنولوجي والثقافي للشعوب والدول، بما يمكنها من بناء تنمية تحفظ خصوصيتها وهويتها الثقافية، عموما، فان التعامل مع العولمة، لا يعني \" التصدي أو المواجهة \" وان ضرورية كانت، وقد تأتي الضرورة حين تفرض أجندة وثقافة تطمس معالم هوية، وان ترصدت أو ووجهت العولمة بمقاومة، فلن يكون من ربح هناك وقد يكون من خسارة إن، يكون التردي والتخلف الحضاري هو النتاج، بل إن محاولة تفهم ما يجري في العالم، هو ما يستوجب وما يتطلب لتفهم ثقافة العولمة، والعقلانية والرؤية البعيدة عن الاشتباهات مع محاولة استشراف ثقافة عربية مواكبة للعصر جديدة، وهذا لن يضر أحد من بلدان العالم العربي ولن يسيء الى العرب، بل لن يضر بلدان العالم الغربي ان تضل بلدان \" عربية \" ودول العالم الثالث بعيدة عن الحداثة الراهنة والتطور المعاصر، ومن ثم ليبقى تصنيف دول العرب ضمن \" الثالثية \" تراتبيا ودرجا، وقطعا على ذلك ستكون دول العالم الثالث بعيدة عن التطور المعاصر وخارج نطاق الحداثة، مع ضريبة ضياع فرض تفاعل مع التطورات الحديثة، والقبول بقيم جديدة محلية تتواكب مع العصرنة، ومن ثم ضرورة استيعاب الاستراتيجيات المطروحة كتطلب يسهم في بلورة الرؤية العربية للتعامل مع العولمة وضمن فرص متاحة للتعامل والتفاعل معها، ومن ثم ليتحقق التواصل الايجابي . ومما لا شك فيه، ما يتوجب للتعامل مع العولمة الثقافية، أن يكون هناك حوار تجريه الدول ضمن حكوماتها المحلية وأجهزتها، وهو دور فاعل متطلب، ليتشكل دافع يدعو للقيام بهذا الدور، ولا بأس بنماذج تطبيقية واقتراحات يمكن التوجه منها والاعتداد بها، عموما، إن وضع أسس وضوابط ثقافية لعملية التفاعل بين العولمة والثقافة العربية، يعظم المشاركة الايجابية للثقافة العربية في استخدام التكنولوجيا الحديثة، ويعزز تطوير القدرات التفاعل مع الوسائل الحديثة، ومن خلال تعاون وتكامل متطلب من مؤسسات الدولة وقطاعاتها وأجهزتها المختلفة، فضلا عن ضرورة التفاعل مع أجندة، وأجندة عالمية تثري الثقافة العربية، ومن ثم لتكون الثقافة العربية مدعاة لاكتشاف العرب لهويتهم وبما يثري من مضامين إنسانية ترسم من خلالها مصائر ويساهم في ترسيم يحقق الانفتاح وتلبية الاحتياجات وكل ذاك يعبر عن الهوية الثقافية .