الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الانتحار.. كابوس مرعب

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: شيماء المريني - المغرب - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

الحياة منعطفات تملؤها الحواجز و تزينها الصعاب ، كما انها تزخر بالعديد من التحديات .. فقد تواجه منعطفا لين الزوايا ، وصعاب عابرة الثنايا لتخرج بتجارب هامة و دروس كثيرة متفوقا على نفسك و متجاوزا خيبات املك ، لكن قد تقودك الأقدار لتكون وجها لوجه مع المجهول تصارع لأجل البقاء واثبات الذات بين الأنام .
فشل دراسي ، تفكك اسري او مرض قوي مستعص.. الخ ، هي صور مختلفة لانكسارات تتوالى مرة تلو أخرى ، فإما أن نتخطاها بنجاح و نخرج بأقل أضرار ممكنة أو نفضل الاستسلام و الانسحاب في صمت ، بل إن البعض استولى عليه الاكتئاب وبات ينظر للحياة من زاوية قاتمة سوداء فقاده الأمر للتفكير في الانتحار  .
يعتقد البعض أن الانتحار وسيلة لاستيقاظ  من كابوس واقع مزري ، سبيل للخلاص من  معاناة الحياة القاسية ، بل آخر اختيار متبقي  بعد أن بلغ السيل الزبى ..
لكن متى كان وضع حد للحياة حلا وجيها لمواجهة الصعاب ، و مفتاحا لتخلص من الضغوط و العناء ؟ كيف يعقل أن نغلق كل السبل و نتجاوز كل الحدود المعقولة فنسلك طريقا مأساوي المعالم ؟ أ يمكن للكائن الذي وصف عاقلا واعيا و مدركا لما حوله أن يقدم على الخلاص من نفسه بنفسه ؟
صحيح قد تسوء الأحوال و تتشابك الظروف  فندخل في دوامة لا تكاد تفك طلاسمها حتى يتهيأ لنا انها النهاية ، لا نكاد نبصر شيئا سوى الظلام ، سواد قاتم يعكر الأجواء و يستنزف ما تبقى من الطاقات  حتى تعتقد للوهلة الأولى أن الأمر حسم ضدك .. لكن الحياة لا تتوقف عند أول حاجز يعيق أحلامنا  ولا تنتهي برحيل احد عن دنيانا ،  بل هي دائمة مستمرة شئنا أو أبينا فكما قيل الحياة شركة  ..               
يعد التفكير السلبي  في أمور الحياة و التركيز على محطات الفشل و الإحباط ، إلى جانب تكرار ألفاظ الازدراء و التقليل من شأن الذات ؛ من أهم  العوامل التي تؤثر على نفسية  الإنسان فتجعله طعما سهلا ، إذ لا يجد سبيلا لفك قيوده و تحرر نفسه سوى الانتحار  .
إن الإقدام على الانتحار دليل على ضعف إرادة الإنسان و جموده تجاه عواصف الحياة ، بل و أكثر من ذلك فهو سمة تحيل إلى ضعف الإيمان و عدم الرضا بتفاوت الأقدار ، و قلة الحيلة و الصبر حتى تجاوز ما عظم من بلاء .. 
خلاصة القول:
لطالما كان بعد العسر يسرا ،  و بعد الشدة رخاءا ، فمهما  طال المصاب سيحل الهناء ، لتبصر نور الأمل بقلب يملؤه الإيمان متشبعا بالثقة بالله أن بعد الليل صبحا مشرقا ينير الأرجاء و يبعث في النفس مشاعر الهناء ، فيكفي الصبر ، فقد عهدنا أن دوام الحال من المحال .. للكل هاته الأسباب ، أرجوك لا تفكر في الانتحار ..

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى