بالتأكيد، تتأثر العلاقات العاطفية وتؤثر في الحياة المهنية، وقد يكون الفضل في النجاح راجعاً إلى تأثير إحداهما في الأخرى بالأساس، وكذا يُعزى إليها الفشل في بعض الأحيان.
وحول هذا تُحدِّثنا كاتبةُ موقع Elite Daily الأميركي، سارة كاليفا، عن تجربتها الشخصية في الموازنة بين الحياة العاطفية والمهنية؛ إذ تؤكد أن كل وظائفها أثرت بشكلٍ كبير على علاقتها العاطفية، وبالرغم من ذلك حققت نجاحات كبيرة في حياتها المهنية.
وتقول إن الشعور الذي يغلب على كثير من الناس أنهم لا يمكنهم تقديم أفضل ما عندهم، أو الازدهار في عملهم، حين يفكرون في علاقاتهم العاطفية والمشاكل التي يمرون بها.
وتضيف الكاتبة المولعة بعملها: "لن أرفض أي طلب يطلبه مني رئيسي في العمل، حتى وإن أراد مني أن أعمل لساعات إضافية أو في العطلة، أنا أُولي نجاحي في حياتي المهنية الأهميةَ القصوى، مثله مثل التنفس بالضبط. وبقائي غير مرتبطة لعشر سنوات لم يجعلني فقط أركز في عملي، بل أزدهر مهنياً".
إذْ أكدت شعورَها في بعض الأحيان كأنها "آن هاثاواي" في فيلم The Devil Wears Prada، إذ كان عليها تقديم تقرير مفصل عن كل تحركاتها وكل ما تقوم به في عملها لخطيبها المتذمر، مضيفة: "على الرغم من أنه شخص طيب ولطيف، إلا أنه إذا كان عليَّ الاختيار بينه وبين عملي، سيكون من الحماقة أن أختاره".
فيما تقترح الكاتبة على الفتيات العزباوات أن يُحسنَّ الاستفادة من وقتهن إذا كنَّ غيرَ مرتبطات في الوقت الراهن.
1- العمل لوقت متأخر
إذا كنتِ غير مرتبطة، فسوف تستطيعين بأريحية التخلف عن حضور عيد ميلاد أحد أصدقائك لتعملي لبضع ساعات إضافية، كما أنك لن تشغلي بالك بالعودة سريعاً للمنزل للاعتناء بالأطفال.
فيما ستترك هذه التضحية التي تقدمينها والعمل الإضافي الذي تقومين به انطباعاً جيداً لدى رئيسك في العمل، ومن المؤكد أنك ستُجازين على مجهودك لاحقاً.
كما ستزيد الساعات الإضافية التي ستعملين فيها من جودة عملك، إذ إنك ستبقين في المكتب وحدك دون أي إزعاج من قبل زملائك، لتعملي بتركيز على إنجاز مشروعك.
2- إقامة علاقات جديدة
إذا كنتِ مرتبطة سيصعب عليكِ الذهاب إلى العمل والتواصل بأريحية مع زملائك، خاصةً إذا ما تمّت دعوتك إلى إحدى الحفلات التي تنظمها الشركة. حينها، سيكون عليك اصطحاب شريكك، وقضاء كل السهرة معه، دون التحدث مع أصدقائك، خاصةً الشباب منهم.
في المقابل، إذا ذهبت بمفردك ستستطيعين إقامة صداقات جديدة مع أناس محترفين دون أي عوائق، وتوسعين بذلك دائرة علاقاتك، ما سيسمح لك فيما بعد بالوصول إلى الفرص بالعمل في أماكن أو على مشاريع أخرى أكثر أهمية واحترافية.
3- اقتناص كل الفرص
إذا كنتِ غير مرتبطة، بإمكانك أن تستشيري رئيسك في العمل حول الفرص المهنية التي بإمكان الشركة توفيرها لكِ لضمان تطورك، على غرار أخذ بعض الدروس عن بُعد، أو حضور أحد المؤتمرات.
وبالتالي، يمكنك وضع جدول أوقاتك على هذا الأساس، دون أن تفكري في زواج أخت خطيبك، أو عيد ميلاد ابن أخيه.
إذ سيمنحك عدم ارتباطك الكثيرَ من الوقت لتقومي بأنشطة مختلفة، من شأنها أن تُكسبكِ مهاراتٍ جديدةً تساعدك على تطوير عملك.
4- تحقيق ما تطمحين إليه
إذا كنتِ تعملين في وظيفة لستِ مولعةً بها، فعليكِ أن تعرفي أن هذا أفضل بكثير من الخروج مع خطيبك وجلب الهدايا لأفراد عائلته.
إذ سيتيح لكِ كونكِ عزباء فرصةَ العيش بطريقة اقتصادية، وتحقيق كل ما ترغبين في إنجازه أو بلوغه، بل ويمكنكِ أيضاً أن تجدي الوقت الكافي للعمل في وظيفة أخرى بدوام جزئي أو العمل لحسابك الخاص.
كما أن إعطاء الأولوية القصوى لعملك سيدرُّ عليك أموالاً طائلة، وسيجعلك تصرفين أموالاً أقل بقليل مما تجنين، وهو ما سيساعدك على ضمان مستقبلك.
5- إيجاد الوقت لنفسك
تقول سارة: "بعد انفصالي عن خطيبي قمت بقضاء جل وقتي في العمل، وعندما أعود إلى المنزل أمضي باقي وقتي في الاهتمام بنفسي، وتعلمت من هذه التجربة القاسية أن تخصيص بعض الوقت في الاعتناء بنفسي، سيحسن مردودي في العمل".
إذ إن عدم قضاء وقت فراغك مع أحد آخر سيتيح أمامك الفرصة للاهتمام بنفسك، والتفكير مليّاً في مستقبلكِ.
لذا، عندما تعودين إلى المنزل بعد يوم عمل شاق، يُمكنك الاستراحة والاهتمام بنفسك، ثم النوم باكراً، أو ربما الذهاب للصالة الرياضية، أو الذهاب لتناول وجبة دسمة في أحد المطاعم المفضلة لكِ، وستذهبين للعمل في اليوم التالي وكلك نشاط وحيوية ومقبلة على العمل بسعادة.
عليكِ أن تعلمي أنك لن تظلي طول العمر عزباء، لذلك عليكِ اغتنام هذه الفرصة في الوقت الراهن لتطوير حياتك المهنية.