كشفت دراسة بريطانية أن نظرة الرجال للصداقة مختلفة عن تلك التي تحملها عليهم النساء. الأمر الذي يمكن أن يؤثر على نجاح علاقات الصداقة التي تربط بين الرجل والمرأة.
وقال علماء نفس من جامعة أكسفورد، إن احتمالات تكوين صداقات متينة بين النساء والرجال ضعيفة، موضحين أن المسألة لا علاقة لها بتحول هذه العلاقة إلى علاقة حميمية أو علاقة حب.
وتقول الدراسة الجديدة التي أجراها الباحثون إن الصداقة لا تكون ناجحة بين السيدات والرجال لأن كلاّ منهم لديه نظرية مختلفة عن مفهوم الصداقة وممارساتها، حيث ترى المرأة الصداقة على أنها علاقة عميقة تسيطر عليها المشاعر والقيم، فيما يرى الرجال أن هذه العلاقة هي مصدر للراحة والترفيه.
وتعتبر النساء أن التواصل المستمر وتبادل الأحاديث وكتم الأسرار تعد من أهم العناصر التي ترتكز عليها الصداقة المتينة.
في حين يفضل الرجال أن يكون لديهم أصدقاء يشاركونهم النشاطات الترفيهية التي يحبذونها مثل مشاهدة مباراة كرة قدم أو الذهاب في رحلة وغير ذلك من الأعمال.
ويقول فريق البحث إن النساء يمكنهن الاحتفاظ بعلاقة الصداقة حتى عن بعد وإن التواصل عبر الهاتف لا يؤثر في علاقتهن بأصدقائهن المقيمات في بلد آخر مثلا، لكن الرجال يحتاجون إلى اللقاء المادي المباشر ولا يفضلون ابتعاد أصدقائهم عليهم.
وأوضح الأستاذ روبن دونبر، الذي أشرف على الدراسة في جامعة أكسفورد، أن ما يضمن استمرار صداقات الفتيات أنهن يمضين وقتا أكثر في التواصل عبر الهاتف مثلا، في حين لم يكن للاتصالات الهاتفية بين الأصدقاء الشباب أي تأثير إيجابي على استمرارية العلاقة بينهم.
وبحسب ما أظهرته النتائج، فإن تواصل روابط الصداقة بين الرجال مرهون باشتراكهم في ممارسة أنشطة مع بعضهم، وفي هذا الإطار يقول روبن “لقد تبيّن أن هناك فرقا واضحا في نظرة الجنسين لروابط الصداقة”.
وأكد روبن أن هناك العديد من أنواع الصداقة التي يمكن أن تربط بين شخصين من جنسين مختلفين، وهذه العلاقات تتأثر باختلاف نظرة كل منهما للصداقة.
مؤكدا أن النساء يعرن اهتماما أكبر لعلاقات الصداقة التي يعتبرنها مهمة مثل علاقة الحب إلى درجة أن انتهاء هذه العلاقة يبدو بالنسبة إليهن كارثيا.
وفي المقابل تكون علاقات صداقة الرجال أقل متانة لأن ما يهمّهم هو أن يجدوا رفاقا يشاركونهم أنشطتهم.