الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

حكاية امرأة

  • 1/2
  • 2/2

منذ الطفولة تفتحت عينيها العسليتين الناعستين
على حياة الانفتاحية الرحبة ،بأجواء استثنائية من
الحرية والعفوية ،والتلقائية في الحديث ببراءة ،وفي الخوض أجواء المغامرة والمشاركة ،وحب الحوار مع الآخر
في التعبير عن الرأي
وطرح الآراء بصراحة متناهية والمناقشة والاستفسار عمن حولها ،والتي زرعها
بها والدها المثقف صاحب الفكر
الثاقب والرؤى الإستشرافية
للمستقبل المشرق لها ،كان هذا الرجل الفاضل وراء عشقها للقراءة ،ومتابعة الأحداث من حولها  ،وكان في الحقيقة أكثر من والد ،بل صديق قريب يحفزها
دون أن يعلم ،ثم بدأت حكايتها مع القلم والكتابة ،تدون وتنظم الشعر ،وقالت في إحدى قصائدها ،أنا أمي ورقة وأبي قلم ،وبيتي جدران صحيفة ،ومنامي فراش من كتب ،نظمت كل ما يخطر ببالها وكل ما كان يصادفها بالحياة ، ثم أصبحت صبية جميلة أكثر وعيا ودراية ، أنثى فاتنة ترمقها العيون المعبرة عن الإعجاب بها ،رشيقة  جاذبة  ،كانت تفوح رائحة عطرها في كل مكان تحل به ،بأجواء حيوية  خاصة مفعمة
بالحياة ،تجمع الزهور من حديقة منزلها جعلت طريقها سالكة أمام الطبيعة التي تناولتها في معظم كتاباتها ،مترجمة أحلامها
في لهوها وفي صداقاتها وفي
اهتمامها بنفسها ،تعلمت
وبذلت جهد وبدأت محاولات عدة في
الكتابة ثم تطورت للتحول إلى
صحفية صغيرة تجول في
مدينة حائرة بين الطائفية والعنصرية ،وضبابية الجنسية ، ثم كبرت
وذهبت إلى مدينة البقايا التراثية ، ذات المعالم  الأثرية طابعها
فسيفسائي بحت يعكس
طبيعة سكانها من كافة المنابت والأصول ،تلونت بملامح التصاميم المختلطة والمتشابكة في مشاهد
مبانيها التراثية ،ذات الصدى التاريخي ، تألقت واشتهرت كناقدة رافضة لكل ما يشوه مظهرها السياحي الراقي الجميل ،وأبدعت في الكتابة عنها وإبراز بيوت الشمس فيها وتصاميم الرومان والحضارات المتعاقبة
فيها ،فواجهها
الطوفان وهدها الإعصار ودمرها
العواصف والصواعق البشرية
،فارتحلت إلى خارج الديار
شدت الرحال إلى خارج الحدود
،وواصلت طريقها وبقيت صامدة على
مبادئها وعاشت في غربة
رغم وجود أهلها حولها تزوجت ثم
انفصلت عن زوجها ،و بقيت وحيدة مع
قلمها وأوراقها
فقط هؤلاء أصدقائها ،بعض قصاصات
وكتب ومجلات والفرقان رفيقها وها
هي كما بدأت تتبع بدقة وذكاء
أول خيط من تصاميم حياتها ،ليكون بارقة أمل تتبعها
لتحقيق أحلامها الوردية النرجسية في عالم
الكتابة الأدبية إنها
سيدة ألليلك البنفسجية التي تعشق
الحياة ،وتعشق كل من يملك قلبا طيبا يحاورها ،وقلبا صادقا لا يجاملها ،وأنيسا مؤنسا لوحدتها في حضرة غياب والدها ،وضياع جزء من قافية قصيدتها ، وهي التي تعمل بجد وإبداع دون كلل كي يخرج حلمها إلى النور ،وكي يعلم العالم أجمع أن الكتابة الأدبية والصحفية زادها
وزوداها في هذه الحياة الطيبة المبنية على الإيثار والوداعة
والتوكل على الله والإيمان بقضائه وقدره خيره وشره

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى